أعلن الباجي قائد السبسي٬ رئيس حزب (نداء تونس) المعارض٬ والوزير الأول الأسبق بعد الثورة٬ رسميا عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية القادمة٬ والتي من المنتظر أن تجري قبل نهاية السنة الجارية. وقال السبسي (86 سنة)٬ الذي تولى مناصب عليا في الدولة في عهدي الرئيسين السابقين٬ الرئيس الراحل الحبيب بورقية والرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطيح بنظامه في يناير 2011٬ كما كان وزيرا أول بعد الثورة٬ في حوار تلفزيوني ليلة أمس٬ إن قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية جاء "استجابة لنداء الواجب ٬ واثر قناعة تولدت لديه بأن الوضع الذي تعيشه البلاد ومصلحة تونس يقتضيان منه أن يقوم بهذه الخطوة"٬ التي قال إنها "جاءت بعد تفكير عميق". يذكر أن المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) ٬ الذي يناقش حاليا المسودة النهائية للدستور الجديد ٬ لم يحدد بعد موعدا نهائيا للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ٬ لكن القوى السياسية متوافقة على أن تتم في أجل لا يتجاوز نهاية 2013٬ مع الإشارة إلى أن بعض أحزاب الأغلبية الحاكمة تحاول التنصيص في الدستور على أن المرشح للرئاسة يجب ألا يتجاوز سنه 75 سنة٬ كما يستعد المجلس لمناقشة مشروع قانون "تحصين الثورة" يرمي إلى منع الذين تقلدوا مسؤوليات في عهد نظام بن علي وحزبه الحاكم المنحل من المشاركة في الحياة السياسية لفترة معينة. وتتهم قوى سياسية تونسية وبينها حزب (حركة النهضة)٬ الذي يقود الائتلاف الحاكم٬ حزب (نداء تونس) بزعامة السبسي بأنه تجمع لرموز النظام السابق. وقال السبسي في حواره مع قناة "نسمة" الخاصة إنه على استعداد للتعامل مع "كل العقبات والحواجز التي قد تعترض هذا الترشح٬ وخاصة تحديد السن القصوى للترشح للانتخابات الرئاسية ب 75 سنة". وأضاف أنه في حالة انتخابه رئيسا للجمهورية سيكون على استعداد "لأن يتعامل مع حكومة برئاسة (حركة النهضة) إذا اقتضت الضرورة ذلك"٬ مؤكدا "احترامه لإرادة الشعب وما تفرزه صناديق الاقتراع". واعتبر أن النهضة هي "جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي في تونس ٬ وستبقى جزءا من هذا المشهد حتى بعد الانتخابات القادمة٬ وهو ما يفرض ٬ يقول السبسي٬ التعامل معها على قدم المساواة كبقية الأحزاب الأخرى".