وضع بروسيا دورتموند الألماني قدما في نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أن سحق ضيفه ريال مدريد الإسباني 4-1 في المباراة التي أقيمت بينهما مساء الأربعاء في ذهاب الدور قبل النهائي على ملعب سيجنال ايدونا بارك. أحرز المهاجم البولندي العملاق روبرت ليفاندوفسكي أهداف دورتموند الأربعة في الدقائق 8 و50 و55 و66 من ركلة جزاء ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه باحراز سوبر هاتريك في شباك الريال، في حين سجّل كريستيانو رونالدو هدف الشرف للريال في الدقيقة 43. الفوز الكبير للفريق الألماني فتح الباب أمام نهائي ألماني للتشامبيونز ليج، بعد الانتصار الساحق الذي حققه بايرن ميونيخ على برشلونة 4- صفر في اليانز أرينا. بدا أن البرتغالي جوزيه مورينيو يريد الخروج بأقل الخسائر من المباراة، فتسبب ذلك في قلب الطاولة عليه، فقد لعب "السبيشيال وان" بتشكيل يميل إلى الدفاع، عندما دفع بسيرجيو راموس في مركز الظهير الأيمن بدلا من أربلوا، وهو ما استدعى مشاركة البرتغالي بيبي في مركز قلب الدفاع، ولعب بالكرواتي لوكا مودريتش وتشابي ألونسو وسامي خضيرة في وسط الملعب، ووضع الأرجنتيني دي ماريا على مقاعد البدلاء. من جانبه دفع يورجن كلوب المدير الفني لبروسيا دورتموند بقوته الضاربة المتمثلة في لاعب الوسط المهاجم ماريو جوتزه، المنتقل مؤخرا إلى بايرن ميونيخ، وماركو ريوس، وأمامهم المهاجم البولندي الخطير روبرت ليفاندوفسكي، ولم يتقهقر الفريق الألماني للدفاع ولم يخشّ الريال. تقهقر الفريق الملكي للدفاع كما وضح من تشكيل المو في بداية المباراة، وسيطر دورتموند على مجريات الأمور، وكانت اللقطة الأولى لصالح أصحاب الأرض من ماركو ريوس الذي اخترق الدفاع المدريدي بسهولة شديدة وشدد كرة أرضية أنقذها الحارس دييجو لوبيز ببراعة. الضغط الألماني الرهيب أسفر عن هدف في الدقيقة الثامنة، عندما لعب ماريو جوتزه كرة عرضية من الجهة اليسرى، ونجح ليفاندوفسكي الهروب من رقابة البرتغالي بيبي وسدد الكرة في المرمى مسجلا الهدف الأول للألمان. حاول الريال الاستفاقة ولكن لاعبي دورتموند أحكموا الرقابة على المثلث الهجومي للجلاكتيوس "رونالدو، هيجوايين، مسعود أوزيل"، وافتقد فريق مورينيو الفاعلية الهجومية لدرجة أن الفريق لم يصل إلى المرمى حتى منتصف الشوط الأول، وكانت تسديدة صاروخ ماديرا في الدقيقة 23 هي اللقطة المدريدية الأولى على المرمى والتي تصدّى لها الحارس رومان فايندلفر بثبات. استعاد ريال مدريد السيطرة نسبيا على منطقة المناورات بفضل تحركات سامي خضيرة ومودريتش، ولكن الدفاع الألماني الحديدي وقف بالمرصاد أمام الهجمات المدريدية التي افتقدت الخطورة. كاد بواشتشيكوفسكي أن يعزز تقدّم دورتموند في الدقيقة 30 عندما انطلق من الجهة اليمنى وانفرد بالمرمى ولكن هيجوايين تقمّص دور المدافعين وأنقذ فريقه في اللحظة الأخيرة. اشتعلت المباراة في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول، انطلق ريوس ودخل منطقة الجزاء وسقط على الأرض وطالب لاعبو وجماهير دورتموند باحتساب ركلة جزاء على رفائيل فاران، إلا أن الحكم الهولندي كيوبرس أشار باستئناف اللعب. ارتدت الكرة، ومرر مودريتش كرة بالكعب إلى هيجوايين، أخطأها هوميلز بغرابة، وخطفها المهاجم الأرجنتيني ولعب الكرة لرونالدو الذي سدد في المرمى الخالي مسجلا هدف التعادل للريال في الدقيقة 43. الانتفاضة الألمانية عادت من جديد مع بداية الشوط الثاني، وأعلنت عن هدف ثاني في الدقيقة 50، عندما سدد ريوس كرة ضالة من على حدود المنطقة التقطها القنّاص ليفاندوفسكي ووضعها أرضية في المرمى في الوقت الذي وقف فيه دفاع الريال على اعتبار أن المهاجم البولندي في وضع تسلل. الإعصار الألماني ضرب الميرينجي من جديد في الدقيقة 55، حيث أعلن ليفاندوفسكي عن الهدف الثالث له ولفريقه عندما التقط كرة ضالّة من شمليزر داخل المنطقة وسدد بكل قوة في سقف مرمى لوبيز. كالعادة، تحرك الريال في رد فعل على الثلاثية الألمانية، ولكن الهجمات المدريدية لم تشكّل أي خطورة على المرمى، في الوقت الذي كاد فيه إلكاي جوندوجان أن يسجل هدفا رائعا، بعد أن اخترق الدفاع الملكي بسهولة غريبة، وسدد صاروخ أرض جو نجح لوبيز في تحويل الكرة إلى ركنية ببراعة يحسد عليها في الدقيقة 60. في الدقيقة 65 احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح دورتموند بعد احتكاك بين تشابي الونسو وماريو جوتزه، تصدّى ليفاندوفسكي للكرة وسدد صاروخا في سقف المرمى مسجلا سوبر هاتريك. تحرّك مورينيو بعد أن فات القطار، ودفع بكريم بنزيمه ودي ماريا بدلا من هيجوايين ومودريتش، وكاد خضيرة أن يعيد الريال للمباراة ولكن الحارس فايندلفر تصدى للكرة. ارتدى لوبيز قفّاز الإجادة من جديد وأنقذ فريقه من هدف خامس للمهاجم العملاق ليفاندوفسكي الذي أطلق صاروخا من خارج منطقة الجزاء حوّلها الحارس لركنية. لعب مورينيو "الكل في الكل"، ودفع بالبرازيلي كاكا بدلا من تشابي ألونسو في مخاطرة كبيرة، ولم يشكّل الريال أي خطورة على المرمى باستثناء محاولة لرونالدو أنقذها الحارس الألماني قبل نهاية المباراة ب3 دقائق، وكاد فاران أن يسجّل هدف عودة الأمل للريال ولكن كرته مرت بجوار القائم بقليل.