أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية اليوم الثلاثاء، عن اعتقال شخصين صباح اليوم فى مدينتى مرسية وسرقسطة للاشتباه فى أنهما عضوان فى خلية تابعة لتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي؛ حيث إن ملامحهما تشبه ملامح الصور التقريبية التى رسمت لمرتكبى تفجيرات ماراثون بوسطن فى الولاياتالمتحدة، وذلك رغم أن المحكمة الوطنية الإسبانية لم تؤكد صلتهما بهذه المجموعة. وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية أن المعتقلين هما نو مديونى من أصل جزائرى وقد اعتقل فى سرقسطة، وحسن الجعوانى من أصل مغربى وقد اعتقل فى مرسية، وذلك بعد أن قامت الشرطة الإسبانية بتفتيش منزليهما. وأكدت وزارة الداخلية الإسبانية فى بيان أصدرته اليوم، أن مديوني يستخدم باستمرار منتدى على الإنترنت يقوم فيه مسئولون فى تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى بتجنيد أشخاص متطرفين. وأوضح المحققون أن مديونى تلقى تعليمات بسبب تشدده بالتوجه إلى معسكر لتدريب جهاديين فى شمال مالى ولكنه اضطر بسبب ضغط الشرطة للعودة إلى إسبانيا وهو يشعر بإحباط شديد لأنه لم يتمكن من الموت شهيدًا. وأما المشتبه به الثانى حسن الجعوانى الذى اعتقل فى ضاحية كارمن فى مرسية فقد كان على علاقة مع مسئولين فى تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي متمركزين فى مالى ومع أشخاص فى التنظيم مكلفين بتجنيد إرهابيين إسلاميين فى إسبانيا، دائما حسب الشرطة الإسبانية. وأوضحت وزارة الداخلية الإسبانية أن حسن الجعوانى تمكن من الاتصال بأحد الأشخاص الذين لهم علاقة مباشرة باختطاف وقتل اثنين من المواطنين الفرنسيين فى يناير عام 2011. وصادرت الشرطة خلال تفتيش منزل الجعوانى فى مرسية وثائق مختلفة.. ويبلغ هذا الشخص من العمر 40 عامًا.. ويبدو أنه كان يقيم فى شقة بالإيجار منذ عامين على الأقل مع مواطن من إكوادور كان قد استأجر هذه الشقة من عائلة إسبانية. ولم يتسرب كثير من التفاصيل عن هذه العملية الأمنية التى نفذت بناء على أمر من قاضى المحكمة الوطنية سانتياجو بدراث، بينما قال وزير الداخلية خورخى فرنانديث دياث: إن العملية مفتوحة، مشيرًا إلى أن أجهزة التحريات فى الشرطة الإسبانية قامت بجمع معلومات عن هذين الشخصين منذ أكثر من عام بالتعاون مع الشرطتين الفرنسية والمغربية. وأفادت مصادر فى المحكمة الوطنية بأنه لا يمكن حتى الآن تأكيد أن هذين المعتقلين ينتميان إلى تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى.. ومن المقرر أن يمثل هذان الشخصان بعد غد الخميس أمام المحكمة الوطنية. وأكدت هذه المصادر أن الأوامر صدرت باعتقال هذين الشخصين بعد أن لاحظ المحققون أنهما أصبحا أكثر تشددًا فى الآونة الأخيرة وأنهما يطلعان على صفحات جهادية متشددة على الإنترنت. ومع هذا فقد أكدت مصادر فى مجال مكافحة الإرهاب لوكالة الأنباء الإسبانية، أن هناك قرائن قوية تدل على أن هذين المعتقلين كانا على علاقة بخلية متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى ولهذا فإن القاضى أمر باعتقالهما. كما أكد وزير الداخلية الإسبانى فرناندو دياث، أن مديونى والجعوانى يشتبه فى انتمائهما إلى خلية جهادية متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى، موضحًا أن الاثنين تبدو عليهما ملامح الإرهابيين مثل مرتكبى تفجيرات ماراثون بوسطن. وأضاف الوزير الإسباني: أن أحد هذين المعتقلين دون تحديد اسمه أشاد بتفجيرات بوسطن. كما أن الوزير لم يوضح ما إذا كانت هناك علاقة بين هذين الشخصين. وقال وزير الداخلية الإسبانى فى هذا السياق: إن تهديد الإرهاب الإسلامى فى إسبانيا الآن ليس فى مستوى أعلى من الأوقات الأخرى، لكنه أكد وجود هذا التهديد، مشيرًا إلى أنه من الواضح أن هناك أفرادًا يصبحون متشددين عبر الإنترنت.