آلاف الإسبانيين تظاهروا الأحد في عدة مدن، لا سيما في العاصمة مدريد وبرشلونة، للاحتجاج ضد السياسات الحكومية التقشفية والمطالبة بإصلاحات سياسية يعتبرونها السبيل الوحيد القادر على حلِّ مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. الاحتجاجات دعت إليها أكبر نقابتين في البلاد تحت شعار “ضد البطالة ومن أجل تجديد الديمقراطية” في بلد طالت فيه البطالة 6 ملايين شخص ولا يجد فيه 50 بالمائة من الشباب عملا يقتاتون منه . إينياسيو فيرنانديث توكْسُو الناطق باسم إحدى أكبر النقابات الإسبانية قال في ندوة صحفية: إن “الاتحاد الأوروبي متشبث بسياساته التقشفية التي أكدت فشلها حتى الآن. إنه انتحار بأتم معنى الكلمة”. المتظاهرون، الذين التحق بهم موظفون في القطاع العام وعمال النقل وأطباء وممرضون، جابوا شوارع وسط مدريد هاتفين بشعارات مستنكرة لسياسة حكومة ماريانو راخوي ومطالبين باستقالتها. تقول إحدى المتظاهرات بمرارة: “إن عدد العاطلين عن العمل بلغ مستوًى كبيرا إلى الحد الذي يجعل الشباب يشعرون بأن لا مستقبل لهم هنا. إننا نحوِّل حياتهم إلى معيشة مرة”. مدينة برشلونة شهدت مظاهرات مماثلة تدعو إلى التغيير في أجواء يسودها الغضب مما آلت إليه الأوضاع العامة في الوقت الذي يُكتشف فيه يوما بعد يوم عن قضايا فساد وتحويل أموال عامة تورط فيها سياسيون وحتى العائلة الملكية.