تظاهر ألاف الاشخاص في اكثر من 80 مدينة بجميع انحاء إسبانيا بشكل سلمي رافعين هتافات ضد اجراءات التقشف الاخيرة التي اقرتها الحكومة. وحذرت النقابات التي دعت للمظاهرات من انها ستواصل التظاهر حتى تعدل الحكومة سياستها للاستقطاعات في الحقوق الاجتماعية. وتقدم الأمين العام لنقابة اللجان العمالية اغناسيو فرناندث توكوس ونظيره في الاتحاد العام للعمال كانديدو مينديث المسيرة في مدريد تحت شعار "يرغبون في تدمير البلاد. يتعين منعهم. نحن اكثر". واحتشد نحو 40 ألف شخص في المسيرة بمدريد وفقا لمصادر امنية، بينما رفع المنظمون العدد إلى 600 ألف. واحتشد في برشلونة 400 ألف شخص وفقا للنقابات و40 ألف وفقا للشرطة في مسيرة تحت شعار "من اجل الحقوق الاجتماعية للمواطنين". في سرقسطة، دعمت المظاهرة من قبل معظم المواطنين الذي رفعوا لافتات مثل "رجال الاعمال هؤلاء يرغبون في جعلنا كالعبيد". بينما نظمت مظاهرات اخرى في فالنسيا واقليم الباسك وجزيرة بالما دي مايوركا وجاليسيا للتنديد باجراءات التقشف. وصدق مجلس النواب الإسباني اليوم على حزمة جديدة من الإجراءات التقشفية التي تهدف لتوفير 65 مليار يورو، وتضم سلسلة من الخطوات من بينها زيادة قيمة الضريبة المضافة. حظيت إجراءات التقشف بتصويت 180 نائبا لصالحها مقابل 131 ضدها بينما امتنع نائب واحد عن التصويت، ليتم تمريرها بفضل أصوات الحزب الشعبي الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة ماريانو راخوي. وتهدف الإجراءات الجديدة لتوفير 65 مليار يورو حتى عام 2014 بهدف العمل على خفض العجز في موازنة البلاد خلال هذا العام لتصل إلى 3%، ولكنها قوبلت برفض من المعارضة الإسبانية الذين يعتبرونها "هجوما وحشيا" على الحقوق الاجتماعية للمواطنين. وتتضمن الخطة الجديدة إلغاء الحوافز الإضافية التي يتم منحها للموظفين في اعياد الميلاد والعطلات الرسمية، بجانب خفض معونات البطالة اعتبارا من الشهر السابع بعد ترك الموظفين لعملهم. يأتي التصديق على خطة التقشف في اليوم الذي سجلت فيه عائدات السندات الإسبانية ارتفاعا لتصل إلى 580 نقطة بنسبة فائدة بلغت 7% مقارنة بنظيرتها الألمانية. هذا واعتقل 15 شخصا في إسبانيا، من ضمنهم قاصر، ونقل 16 إلى المستشفى وذلك نتيجة المواجهات التي جرت الليلة الماضية بين متظاهرين معترضين على الاستقطاعات الأخيرة وقوات الأمن. ووفقا لما أكدته مصادر من الشرطة فإن 15 معتقلا بتهمة الشغب ومقاومة السلطات نقلوا إلى مركز مؤقت للحبس، في حين تم تسليم القاصر لشرطة الأحداث. وكانت خدمات الاسعاف قامت بواجبها مع 39 شخصا نقل 16 منهم إلى المستشفى من ضمنهم رجلي شرطة، جميعهم بجروح خفيفة ومتوسطة نتيجة للتدافع وكدمات. وكانت المواجهات نشبت عقب انتهاء المظاهرة، التي قدر عدد المشاركين فيها ب60 ألف شخصا، وفقا لمنظمي الحدث. وكان بعض المشاركين في المظاهرة أشعلوا حاويات القمامة بعد محاولة الشرطة فض اعتصامهم.