في مدينة "هارتلبول" البعيدة في الشمال الشرقي لإنكلترا 363 كيلومتراً عن لندن، شقة هي الأصغر والأرخص في بريطانيا، مع أنها تتكون من غرفة نوم وصالون ومطبخ وحمام، إلا أن مساحتها 44 متراً و70 سنتيمتراً مربعاً وسعرها 2500 إسترليني، أي 3900 دولار، وبالمبلغ يتفاءل مالكها بأن يبيعها الأربعاء المقبل لواحد من 1200 مهتم بشرائها زاروها أو اتصلوا للاستفسار. شركة rightmove العقارية المكلفة ببيعها تؤكد أنها خالية من أي مشكلة، لكن يلزمها تصليحات من الداخل بحسب ما يبدو من صور عرضتها للصالون وغرفة النوم والمطبخ، باستثناء الحمام البالغة مساحته ما يكفي لدخول شخص إليه عنوة، ما كان صعباً على المصوّر التقاط صورة له كما يبدو، فهو بطول متر و98 سم، وبعرض متر و40 سم، يعني إذا لم يكن به باب فسيتطاير الماء إلى الصالون بالتأكيد ويبلل الضيوف. وقد اتصلت "العربية.نت"، الأحد، بصاحب مطعم لبناني، وهو العربي الوحيد بجوار "هارتلبول" البالغ عدد سكانها 93 ألف نسمة والشهيرة بفريقها "هارتبول يونايتد" الكروي، فقال إنه يقيم في بريطانيا التي هاجر إليها من منطقة عكار في شمال لبنان منذ أكثر من 22 سنة، "وحتى الآن لم أسمع بحياتي عن شقة فيها بهذا السعر"، طبقاً لتأكيده. وقال وليد المرعبي، وهو ابن عم النائب اللبناني طلال المرعبي ويملك ويدير مطعم "تست أوف أرابيا"، إن عدداً كبيراً من الطلاب الخليجيين، من سعوديين وقطريين وإماراتيين بشكل خاص، يتلقون علومهم بجامعة "تيسايد" في مدينة "مدليزبرة"، حيث يقع مطعمه، وهي قريبة من "هارتلبول" التي يوجد فيها مسجدان وتبعد ربع ساعة بالسيارة، لذلك يترددون عليها كثيراً. وعودة إلى الشقة، فإن سعرها لفت الاهتمام العقاري إلى درجة أن الحي الذي تقع في زاوية من أحد شوارعه يستعد منذ الآن لاحتفال سيجري عندما يدفع أحدهم قيمتها الأربعاء المقبل، أو ينافس في المزاد بحيث يرتفع السعر إلى رقم قياسي لشقة بهذه المساحة في بلاد هي الأغلى بأسعار العقارات.