بعد بادو الزاكي و الإنجاز التاريخي الذي أسعد الملايين من المغاربة من مختلف أنحاء المملكة المغربية, وهو الوصول إلى المبارة النهائية ضد المنتخب التونسي في كأس إفريقيا للأمم سنة 2004, ورغم الخسارة بهدفين مقابل هدف واحد للمنتخب المغربي و فوز المنتخب التونسي بالكأس الإفريقية في بلاده, رحل الزاكي بعد هذا الإنجاز لأسباب إدراية مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و سقطت الكرة المغربية في أزمة تلوى الأخرى, فهذا الرحيل أثر سلبا على الكرة المغربية و تجلى ذلك من خلال إستقطاب العديد من المدربين الأجانب و إخفاقهم في تحقيق ولو نتيجة إيجابية للمنتخب المغربي كالوصول إلى ربع نهائي أو نصف نهائي كأس إفريقيا. وكانت النتائج للأسف الإخفاق في التأهل إلى كأس إفريقيا و الفشل في الوصول إلى كأس العالم أو الإقصاء من الدور الأول في كأس إفريقيا خصوصا في 2006 بمصر و 2008 بغانا, بالإضافة إلى الإقصاء من الدور الأول, بعدها جاءت الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم و كأس إفريقيا لسنة 2010 و إستدعاء إطار أجنبي و نتيجة دائما الإقصاء و عدم التأهل لكأس العالم و كأس إفريقيا, بعد هذه الفترة الطويلة من الكوابيس و الأزمات التي عانى منها الشعب المغربي وهو يرى منتخبا يندثر مبارة تلوى الأخرى, كانت النتائج الإيجابية تظهر فقط في المباريات الودية. وبعد هذه الفترة تشبث الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم باستقطاب المدربين الأجانب بأجور تساوي ملايين الموظفين و العاملين المغاربة أو بالأحرى عدد كبير من المدربين ذوي الرغبة في تدريب المنتخب مدربين ينتمون إلى الوطن, ينتظرون فرصة تدريب المنتخب بشوق كبير و القيام بالواجب الوطني على أحسن مايرام, ينال الإعجاب و الإحترام و التقدير من الشعب المغربي المتشوق لرؤية منتخب يشرف العلم الوطني و المواطن المغربي من خلال تحسين جودته بلاعبين محليين بارزين على مستوى البطولة الوطنية, ولكن رئيس الجامعة كان إهتمامه فقط على إستقطاب إيريك غريس و بعث الأوهام و الأحلام إلى صفوف الشعب المغربي بأن هذا المدرب سيذهب إلى كأس إفريقيا التي نظمت بغينيا الإستوائية و الغابون سنة 2012 من أجل الفوز بها و العودة إلى المغرب و معه الحلم المغربي أو بصيغة أخرى (وهم غريس) الذي بعثه إلى أدهاننا من أجل ضمان منصبه كمدرب للمنتخب المغربي, تأكد أن هذا الحلم الوهمي الذي روجه هذا المدرب الجديد في صفوف الشعب المغربي خصوصا بعد فوز المنتخب التاريخي على جاره الجزائر بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. و لكن للأسف الشديد الحقيقة تخالف الأحلام, و الواقع يحدث في أرضية الملعب و ليس الكلام في المؤتمرات الصحفية و تجلى ذلك حين أقصي المنتخب الوطني المغربي مرة أخرى من الدور الأول لكأس إفريقيا و هذه المرة في غينيا الإستوائية و الكابون 2012. تأثر الشعب المغربي المتتبع لمنتخبه الذي يمثل بلاده, و هو يرى مرة أخرى إقصاء مفاجئ من الدور الأول, تلى هذا التأثير غضب شديد في الأوساط المغربية و إنتقادات موجهة للاعبين و المسيرين و المدرب... أزمة تلوى الأخرى، هل لا يقدر منتخب جل لاعبيه يمارسون في أحسن الفرق و الدوريات الأوربية؟ هل لا يستطيع منتخب له مدربا أجنبيا يتقاضى راتبا يفوق عدد كبير من المدربين المغاربة؟ ياترى لماذا سقطنا مرة أخرى في أزمة الإقصاء من كأس إفريقيا؟ الجواب عند الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تتحمل المسؤولية بكاملها في إدارة المنتخب. للأسف الشديد لازلنا نستحضر فقط ماضي الكرة المغربية مع الجيل الذهبي الذي وصل إلى الدور الثاني في كأس العالم 1986 بمكسيكو و الفوز بالكأس إفريقيا سنة 1976 مع فرس و عسيلة... المنتخب الوطني المغربي و أزمة الإقصاء من المحافل الكروية * يا ترى متى سيأتي الفرج,,,؟ بعد هذه الفترة الطويلة من الأزمات و مع الغضب الشائع في وسط مختلف شرائح المجتمع المغربي و مطالبة هذا الأخير برحيل المدرب الأجنبي قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بإقالة غريس و قامت باستدعاء المدرب الوطني رشيد الطاوسي بعد فترة طويلة من التشاور بين اللجنة التي كلفت بانتقاء أفضل إطار وطني من بين أفضل المدربين المغاربة من بينهم رشيد الطاوسي, بادو الزاكي, محمد فاخر... وبعد شبح المباراة المصيرية من الإقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا المنظمة بجنوب إفريقيا سنة 2013 وخسارة غريس بهدفين مقابل لا شيء في الموزنبيق ثم تعيين الإطار الوطني رشيد الطاوسي مع أمال كبيرة في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المنظمة بجنوب إفريقيا سنة 2013, و تحمس قوي من رشيد الطاوسي بالتأهل إلى النهائيات الإفريقية و رد الاعتبار للكرة المغربية التي عانت منذ فترة طويلة من شبح الإقصاء من كأس إفريقيا, حيث اعتمد رشيد الطاوسي على أطر وطنية ذات مؤهلات قوية في الدفاع عن القميص الوطني و من بينها اللاعب السابق للمنتخب الوطني المغربي وليد الركراكي الذي خاض مع أسود الأطلس نهائي كأس إفريقيا التي نظمت بتونس سنة 2004 , إضافة إلى الاهتمام الكبير الذي بدله الطاوسي و طاقمه التقني في الرد الاعتبار إلى اللاعب المحلي الذي يمارس بالبطولة المغربية على عكس ما كان يحصل في السابق مع المدربين الأجانب الذين كانوا يعتمدون فقط على اللاعب المحترف بالدوريات الأوربية, كلها عوامل ساعدت رشيد الطاوسي على قيادة أسود الأطلس وفق سياسة محترمة تمزج ما بين اللاعب المحلي المغربي و اللاعب المغربي المحترف بأوربا و أعطانا تشكيلة محترمة تشرف الكرة المغربية, و النتيجة التي حققها لنا رشيد الطاوسي هي التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا التي ستقام بجنوب إفريقيا, حيث جاء هذا التأهل بعد الفوز البطولي على الموزنبيق بأربعة أهداف مقابل لا شيء في جو من الحماس و الثقة من العناصر الوطنية الممثلة للمنتخب المغربي أحسن تمثيل و مفرحة قلوب أزيد من 32 مليون مغربي بعد الإخفاقات التي شاهدتها كثيبة أسود الأطلس. و أخيرا هل يمكن أن نقول بأن الإطار الوطني رشيد الطاوسي بعد تحقيقه للإنجاز المطلوب للكرة المغربية و هو التأهل إلى كأس إفريقيا المنظمة بجنوب إفريقيا سنة 2013 , بأنه سيتمكن من تحقيق النتيجة المطلوبة للجمهور المغربي وهي التخلص من شبح الإقصاء من الدور الأول كما كانت تفعل الأطر الأجنبية السابقة, أم أنه بالفعل سيتمكن من تحقيق النتيجة المطلوبة منه كما فعل في مباراة الإياب من طور الإقصائيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا 2013 ضد منتخب الموزنبيق وفوزه برباعية مهمة مكنت أسود الأطلس من التأهل و التخلص من الأزمة التي أنجبها ( إريك غريس ) للمنتخب المغربي.