أبرزت النتائج شبه النهائية للانتخابات المحلية والبلدية التي شهدتها مختلف الأقاليم الإسبانية أمس الأحد فوزا واضحا للحزب الشعبي اليميني على حساب الحزب الاشتراكي الحاكم على الصعيد الوطني والذي تعرض لعقاب قاس من قبل الناخبين بسبب فشل سياساته الاقتصادية. وقد عزز الحزب الشعبي الأغلبية المطلقة في العديد من المناطق التي تعتبر معقلا تاريخيا له مثل مناطق مدريد وفالنسيا وسبتة ومليلية كما أنه استطاع اختراق المعاقل التقليدية للحزب الاشتراكي بعد أن فاز ببلدية إشبيلية وحقق فوزا ثمينا في منطقتي كاستيا لامنشا وأراغون والتي كانت تعتبر مناطق نفوذ تقليدية للحزب الاشتراكي. كما أن الحزب الاشتراكي فقد بلدية برشلونة التي فاز بها الحزب المسيحي الديمقراطي الكتلاني "سيو" كما تراجع بشكل كبير في كل من منطقة إكستريمادورا وجزر الكناري وبلاد الباسك التي شهدت صعودا ملفتا لحزب بيلدو املقرب من منظمة إيتا الباسكية الانفصالية. هذا وقد توجه الإسبان إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ظل حركة احتجاج اجتماعية غير معهودة تجتاح المدن الإسبانية ضد البطالة وإجراءات التقشف التي لجأت إليها الحكومة في ظل الأزمة المالية. وفي مدريد تجمع مجددا حشد كبير، مساء أول من أمس، في بويرتا دل صول؛ حيث نصبت الخيام في الموقع الذي تحول إلى قلب حركة الاحتجاج، وكان عشرات الآلاف قد تظاهروا عبر مختلف أنحاء البلاد السبت والجمعة. ولم تكن هذه الحركة في الحسبان في خضم الحملة الانتخابية التي أفادت الاستطلاعات بأن الحزب الاشتراكي سيتكبد إثرها هزيمة نكراء في الانتخابات الإقليمية والبلدية في وجه خصومه محافظي الحزب الشعبي (يمين). وانطلقت الحركة في 15 مايو (أيار) الحالي عبر الشبكات الاجتماعية وسرعان ما امتدت إلى مختلف أنحاء البلاد وانتظمت. وتندد الحركة المتنوعة والسلمية بانعدام العدالة الاجتماعية وانحرافات الرأسمالية و«فساد رجال السياسة». وعلى الرغم من أن المطالب متعددة تبقى البطالة التي بلغت مستوى قياسيا 21.19% وتطال تقريبا نصف الشبان الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، الموضوع الأكثر تداولا بين المتظاهرين. وقد كرست هذه الانتخابات الاستياء الكبير للجماهير الشعبية من الأحزاب السياسية، لا سيما الاشتراكي والشعبي، سجلت أكبر نسبة امتناع عن التصويت أو البطاقات البيضاء في تاريخ البلاد حيث بلغت هذه النسبة نصف مليون صوت أبيض. المصدر: أندلس برس