ضمن الاشتراكيون فوزا مريحا خلال الانتخابات النيابية التي جرت أول أمس الأحد، فقد استطاعوا الحصول على ستة مقاعد إضافية، وأصبحوا يتوفرون على 169 مقعدا في البرلمان الإسباني مقابل 154 مقعدا للحزب الشعبي اليميني المحافظ، فيما مني حليفه التقليدي حزب اليسار الموحد بهزيمة قاسية بعد حصوله على ثلاثة مقاعد مما أدى إلى استقالة زعيمه غاسبار سارياس، أما الحزب الشعبي فإنه حقق ارتفاعا مهما في عدد الأصوات بلغ40,11 في المائة مقابل 37,71 في المائة في الانتخابات الماضية، رغم أنه لم يتمكن من الظفر بمقاعد جديدة في الانتخابات الأخيرة، وبعدما كان الفارق بينه وبين الحزب الاشتراكي مليونا و200 ألف صوت لم يعد يتجاوز 900 ألف صوت، وكسب الحزب الاشتراكي مقاعده الإضافية على حساب الأحزاب الصغرى التي كانت تتحالف معه. وقالت ماريا تيريزا دي لافيغا، خلال الندوة الصحافية التي عقدتها على الساعة التاسعة ليلا من أجل الإعلان عن النتائج، بخصوص التحالفات مع الأحزاب الصغرى، إن حزبها يبقى حزبا ميالا إلى التوافق والحوار. لكن الظاهر أن الحزب الاشتراكي لم يعد بحاجة ماسة إلى إخراج حكومته عبر عملية قيصرية تمر بالضرورة من تحالفات مع الأحزاب الصغرى التي كانت أحيانا تقيد تحركاته ومشاريع القوانين التي يريد عرضها على البرلمان. مسلسل إعلان النتائج جهز قصر المؤتمرات بمدريد بجميع المعدات اللازمة من أجل استقبال 800 صحافي يمثلون مختلف وسائل الإعلام بينها 90 من وسائل الإعلام الدولية و50 إسبانية، ويتوزعون على جنسيات أوروبية وأمريكية وإفريقية وآسيوية وكانت غالبية وسائل الإعلام التي جاءت لتغطية الحدث من ألمانيا، وهو ما فسره أحد مسؤولي الاتصال بقصر المونكلوا بوجود وسائل إعلام كثيرة في ألمانيا. وقال المصدر نفسه ل«المساء» إنه لأول مرة بدا حضور الصحافيين المغاربة لتغطية الانتخابات الإسبانية لافتا للانتباه بحضور وكالة المغرب العربي للأنباء والتلفزيون المغربي وصحيفة «المساء» والقناة الثانية، فيما اعتادت وكالة المغرب العربي وحدها تغطية الحادث خلال الاستحقاقات النيابية السابقة. وعقد في الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي فيرناندو موريدا، كاتب الدولة الإسباني في الاتصال ندوة صحافية لاطلاع الصحافيين على أولى النتائج. وقال إن نسبة المشاركة في الانتخابات الإسبانية بلغت 40,48 في المائة إلى حدود الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي (الواحدة بالتوقيت العالمي)، مضيفا أن نسبة المشاركة لا تختلف كثيرا عن النسبة المسجلة خلال الانتخابات النيابية عام 2004 والتي بلغت 41,02 في المائة، والتي كانت قد اعتبرت وقتها نسبة مشاركة مهمة بحكم توجه الإسبان إلى صناديق الاقتراع بكثافة بعد تفجيرات 11مارس 2004 بمدريد. وأشار موريدا إلى أن ارتفاعا طفيفا في نسبة المشاركة سجل في بعض الولايات الإسبانية مثل مدريد التي سجلت 41,67 في المائة من نسبة المشاركة مقابل 38،84 في المائة خلال الانتخابات الماضية، والشيء نفسه بالنسبة إلى ولاية فلنسية (شمال شرق البلاد)، مبرزا أنه سجل انخفاض في نسبة المشاركة في إقليم كاتلونيا (شمال شرق) الذي عرف نسبة مشاركة بلغت 39,31 في المائة مقابل 42,21 في المائة خلال انتخابات عام 2004. واعتبر خوستو ثمبرانا، كاتب الدولة في الداخلية الإسبانية، أن 99,9 في المائة من مكاتب التصويت فتحت أبوابها بشكل عادي على الساعة العاشرة صباحا، بينما لم يفتح ثلاثون مكتبا أبوابه إلا على الساعة الحادية عشرة والنصف، مؤكدا أن جميع المكاتب في بلاد الباسك (شمال البلاد) فتحت أبوابها في وجه الناخبين بطريقة عادية، في إحالة على تشديد الإجراءات الأمنية في هذه المنطقة بعد اغتيال المستشار البلدي اسياس كاراكاس على يد منظمة إيتا الباسكية قبل يومين. وقالت مصادر إسبانية في المونكلوا ل«المساء»إن الإعلان عن النتائج النهائية يعرف دائما تأخيرا بحوالي ساعة في انتظار انتهاء الفترة المخصصة للتصويت في أرخبيل الكناري الذي لا يوافق توقيته التوقيت المحلي بإسبانيا، مما يطرح مشكلة زمنية يتم حلها بتأخير موعد الإعلان عن النتائج النهائية. وقام رئيس الوزراء الاسباني، لويس رودريغيث ثباتيرو، بالتصويت في «كوليخيو مدريد» على الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي. وصرح لوسائل الإعلام بأن «التصويت حق يمنحنا القدرة على تقرير المستقبل وحرية أكبر»، بينما أدلى ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي اليميني المعارض، بصوته متأخرا على الساعة الحادية عشرة والنصف. ولوحظ خلال الندوة الصحافية الثانية التي عقدت في الساعة السادسة والنصف مساء أن فارق نسبة المشاركة لم يختلف إلا بنقطتين عن المعدل الذي سجل في نفس الفترة خلال انتخابات 2004، فيما سجل الملاحظون بعدها ارتفاعا في نسبة التصويت في بعض المناطق التي تعرف بكونها قلاعا لليمين مثل مدريد وفلنسية. وجاءت نائبة رئيس الوزراء الاسباني ماريا تيريزا دي لافيغا إلى قصر المؤتمرات من أجل الاطلاع على سير عمل الصحافيين الذين كانوا يقومون بإجراء مراسلات مباشرة لإطلاع مشاهدي قنواتهم على آخر المستجدات والأرقام التي تدلي بها السلطات الإسبانية. وبدا الفرح على وجوه العاملين في مديرية الاتصال بقصر المونكلوا بعد إعلان فوز الحزب الاشتراكي العمالي وتبادلوا القبل والعناق، بل إن بعضهم من شدة فرحته دخل بكأس الشمبانيا في يده إلى المؤتمر الصحافي الذي عقدته دي لافيغا.