أعلن رئيس الحكومة الاشتراكية الإسبانية، خوسي لويس رودريغث ثاباتيرو اليوم قراره النهائي عدم الترشح لانتخابات ولاية ثالثة 2012 عن حزب العمال الاشتراكي المستمر في السلطة منذ هزيمة غريمه اليميني الحزب الشعبي في انتخابات عام 2004. وبهذا القرار، الذي أعلن أمام اللجنة الفيدرالية بالحزب الاشتراكي (أعلى سلطة في أجهزة الحزب)، وضع ثاباتيرو حدا لأسابيع من التكهنات حول مستقبله السياسي على قمة الحزب الحاكم. وخلال الاجتماع الذي عقد اليوم، أكد ثاباتيرو بحسم "لن أترشح للانتخابات العامة المقبلة، وقال "أعرب لكم عن امتناني لاحترامكم وتقديركم". ويأتي هذا الإعلان بعدما تزايدت المطالب من داخل الحزب وقياداته لكي يقرر رئيس الحكومة موقفه بشأن المستقبل السياسي للحزب، قبل بدء الانتخابات البلدية والمحلية في 22 مايو المقبل، والمخاوف من هزيمة قوية محتملة تحت وطأة الأزمة الاقتصادية. ويخشى قادة الاشتراكيين من أن يؤول إليهم تسديد فاتورة الانهيار الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، والديون السيادية، وخطط التقشف الصارمة، وغيرها من مشاكل تواجه الحكومة، عن طريق صناديق الاقتراع التي تعد تحديا خطيرا إضافيا يواجه الحزب الاشتراكي. وأكد ثاباتيرو أنه مستمر على رأس السلطة، خلال العام المتبقي له من الولاية الثانية للحزب الاشتراكي، بالرغم من مطالبة المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة. وقال "برنامج خطة عملنا واضح تماما خلال العام المتبقي من الولاية الثانية"، مدافعا عن برامج وخطط الإصلاح التي تبنتها حكومته لمواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية التي اندلعت في نهاية العام الأول من الولايى الثانية، والتي ادت لارتفاع معدلات البطالة بصورة غير مسبوقة (20 %). وعقب إعلان قرار ثاباتيرو، سارع الحزب الشعبي اليميني، قطب المعارضة الإسبانية للمطالبة بإجراء انتخابات عامة مبكرة، مؤكدا أنه "حان الوقت ليقرر الشعب مصيره .. لقد ضيعنا وقتا طويلا". وتأتي تصريحات المتحدثة باسم الحزب الشعبي ماريا دولوريس دي كوسبيدال، الشخصية الثانية في قيادة المعارضة، في هذا الشأن، بينما تشير استطلاعات الرأي بتقدم اليمين بفارق 10 نقاط على حزب العمال الاشتراكي. ومن جانبه أوضح ثاباتيرو (50 عاما) ان قراره بالتخلي عن المشاركة في الانتخابات العامة يأتي على أساس أنه منذ توليه السلطة في البداية كان قد أعلن أنه لن يمكث على رأس الحكومة أكثر من فترتين فقط (8 سنوات)، معتبرا أنها كانت مدة معقولة لإدارة شئون البلاد. وبعد هذا القرار، أصبح يتعين على حزب العمال الاشتراكي أن يشمر عن سواعده، ويبحث بين آلياته إجراءات ترشيح بديل لثاباتيرو، لتمثيل الحزب في انتخابات 2012. وقد تم بالفعل توجيه الدعوة لانعقاد اجتماع اللجنة الفيدرالية للحزب في 28 مايو، عقب إعلان نتائج الانتخابات المحلية والبلدية، لبدء الإجراءات داخل الحزب استعدادا لعقد انتخابات تمهيدية. وتشير التكهنات لأسماء النائب الأول لثاباتيرو، ووزير الداخلية الحالي الفريدو بيريث روبالكابا (59 عاما)، ووزيرة الدفاع كارمي تشاكون (40 عاما)، كأبرز المرشحين لخلافة رئيس الحكومة، بالرغم من أن كليهما لم يعلق على هذا الأمر حتى الآن. وفي هذا السياق، أشار ثاباتيرو أن العام المتبقي له في رأس السلطة، يعد فترة كافية كي يعيد الحزب ترتيب أوراقه، لنقل السلطة داخليا بصورة طبيعية. يذكر أن ثاباتيرو قوبل أثناء توجهه لمقر الحزب لإلقاء خطابه بعاصفة من الاحتجاجات وعبارات الاستهجان من جانب مئات من المواطنين الذين احتشدوا رافعين الاعلام مرددين عبارة "ارحل .. ارحل"، مصحوبة بالصفير والتصفيق الاستنكاري. أندلس برس+وكالات