بعد الزخم الإعلامي الذي أثاره إعلان الملك محمد السادس عن القيام بإصلاحات دستورية جذرية للاستجابة لمطالب شعبه وتفادي السيناريوهات التي عرفتها بعض الدول العربية، بدت العديد من القوى العظمى في العالم، مثل فرنسا، تترقب بل وتحرص على نجاح هذه الإصلاحات. وفي هذا الصدد، أعرب وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبي، أمس الأربعاء عن أمله في أن ينجح الإصلاح الدستوري بالمغرب ليكون "نموذجا للتطور الإيجابي" بالمنطقة، مشيدا ب"الجرأة" التي تميز بها خطاب العاهل المغربي ليوم 9 مارس والذي أعلن فيه عن مراجعة عميقة للدستور. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية، عقب مباحثات أجراها مع وفد يضم ستة وزراء مغاربة يزورون حاليا فرنسا، "إننا نأمل من صميم قلبنا في أن يكون النجاح حليفا لهذا الإصلاح الدستوري، ويحظى بدعم غالبية الرأي العام المغربي". وأكد جوبي أن الإصلاحات العميقة التي أعلن عنها الملك محمد السادس تعد "رهانا هاما لأنها ستكون نموذجا للتطور الإيجابي" بالمنطقة العربية التي عاشت ومازالت تعيش منذ شهرين على إيقاع ثورات دموية للإطاحة بالأنظمة الاستبدادية التي كانت تحكمها. ولم يفت رئيس الدبلوماسية الفرنسية طمأنة الرأي العام الفرنسي حول الوضع السائد في المغرب، مؤكدا أن الأمر يتعلق ببلد "مضياف" بطبعه وأنه "لا يجب التردد في التوافد عليه". وأشار جوبي إلى أنه تطرق، كذلك، في مباحثاته مع المسؤولين المغاربة إلى التدخل العسكري الجاري في ليبيا، بمبادرة من فرنسا، حيث قال إنه قدم لهم "تفسيرات بشأن الداعي إلى اتخاذ القرار"، كما شكر الوزراء المغاربة على مشاركة المغرب في قمة باريس التي انعقدت السبت الماضي، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري. وقد ضم الوفد المغربي الذي استقبل بمقر وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، كلا من أمينة بنخضرة وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، وصلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، وأحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، وياسر الزناكي وزير السياحة والصناعة التقليدية، ونزار بركة الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة. من جهة أخرى، قالت وزير الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أمس الأربعاء، إن الإصلاحات التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم 9 مارس الجاري، تشكل "نموذجا لباقي بلدان المنطقة"، كما "تحمل في طياتها آمالا كبرى، أولا وقبل كل شيء، للشعب المغربي". وأكدت كلينتون، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المغربي، الطيب الفاسي الفهري، عقد بوزارة الخارجية الأمريكية، أنه "في الوقت الذي تعتمد فيه بعض البلدان مقاربة ذات بعد أحادي، باشر جلالة الملك إصلاحات شاملة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية". وأوضحت أن الملك محمد السادس أكد منذ سنوات "التزامه بالإصلاحات التي استأثرت بالاهتمام على نطاق واسع "، مضيفة أن الإصلاحات التي تضمنها خطاب 9 مارس الجاري تروم ضمان إجراء انتخابات حرة، وتعيين وزير أول منبثق من صناديق الاقتراع، ووضع نظام قضائي مستقل إلى جانب النهوض بحقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، وصفت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية إحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان ب` "الجيد"، والذي يندرج - حسب الوزيرة - "في إطار الإصلاحات المعلن عنها، كما أن من شأنه خدمة هدف بالغ الأهمية". واعتبرت السيدة كلينتون، أن "المغرب يسير على طريق الديمقراطية"، مسجلة أن "الحكومة المغربية عملت باستمرار على تمكين المواطنين، من التعبير بشكل منفتح وسلمي". المصدر: أندلس برس