اعتبرت مجموعة من الأخصائيين العرب والأوروبيين، المشاركين في المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات الإسلامية بالبراط ديلوبركاط جهة برشلونة تحت شعار “إسهام المرأة المسلمة في بناء المجتمع” نهاية هذا الأسبوع، أن الأحكام المسبقة والتعامل السطحي وأزمة الهوية داخل المجتمعات الأوروبية من أهم عوائق مشاركة المرأة المسلمة في هذه المجتمعات. وفي هذا الإطار، أكدت الباحثة جميلة المصلي من المغرب على التطور الكبير لهيئات الدفاع عن حقوق المرأة على المستوى الدولي، وأن هذه الظاهرة في طريقها للتحول من قضية للنساء فقط إلى خلق وعي اجتماعي مختلف لمشاركة المرأة، مضيفة أن التطاحن بين الهيئات اللائكية للدفاع عن المرأة وتلك ذات المرجعية الإسلامية ضيعت العديد من الفرص للتنسيق للمضي قدما في تحسين هذه الوضعية. أما أستاذ الأنتروبولوجيا والمتخصص في الشؤون الإسلامية في كطالونيا، جوردي موريراس، فقد شدد على أن النقاش القائم حول قضية الحجاب في إسبانيا، وفي أوروبا عموما، ينم عن مشكل في الهوية في المجتمعات الأوروبية أمام واقع جديد. واعتبر موريراس أن مقاربة هذا النقاش بدل أن تتركز حول الأسباب التي تدفع المرأة المسلمة إلى ارتداء هذا الشكل من اللباس تركز حول ما يمكن قبوله ومالا يمكن قبوله من قبل المجتمع من أشكال اللباس. وهذا برأيه طرح تسلطي اجتماعي يمهد الطريق أمام إضفاء الشرعية على الأحكام الجاهزة أو ما سماه ب"العنصرية الباردة"، والتي لا تساهم في تشجيع هذه المرأة على المشاركة الاجتماعية. أما الباحث والكاتب المتعاون مع جريدة أندلس برس، عبد الحق إكوديان، فقد شدد على أنه لا وجود لمشروع إسلامي نسائي في أوروبا دون مشروع إسلامي متكامل في هذه القارة. وأهاب إكوديان بالفاعلين الإسلاميين في مجال حقوق المرأة بالتوحيد على المستوى الأوروبي عن طريق تنسيقيات أو شبكات نسائية تقدم النموذج الإيجابي لهذه المرأة. هذا وقد افتتح أشغال المؤتمر يوم الجمعة 10 دجنبر 2010 رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بإسبانيا السيد رياج ططري والسيد محمد الغيدوني رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بكاطالونيا، والسيدة مونصراط كول رئيسة المديرية العامة للشؤون الدينية، وممثل عن بلدية البراط ديلوبركاط. وكان اليوم الثاني من أشغال المؤتمر على شكل ورشات لإغناء النقاش عن قرب بين المشاركين في المؤتمر، الورشة الأولى موضوعها: “ مشاركة المرأة في المجال الثالث: المعوقات والآفاق المستقبلية” ، الورشة الثانية ستكون مخصصة لفضاء الجمعيات تحت عنوان” دور المرأة المسلمة في تفعيل العمل الجمعوي” ، على ان تختتم الفترة الصباحية لليوم الثاني من المؤتمر بمداخلتين تحت عنوان: “المرأة المسلمة والعمل التطوعي”، والثانية: “مخاوف الغرب: جدل الحجاب في أوروبا”. تستمر الأشغال في الفترة المسائية من اليوم الثاني على شكل ورشات، في فضاء المرأة الورشة الأولى: “ المرأة المسلمة في كاطالونيا: الموجود والمنشود” الورشة الثانية الخاص بفضاء الجمعيات: “ مشاركة المرأة في الهيئات الدينية: الصعوبات والتحديات” وبالنسبة لورشة فضاء الائمة ومسيري الهيئات الدينية، موضوعها:” وضعية الهيئات الدينية بإسبانيا” على ان يختتم اليوم بمداخلتين : المرأة بين الفكر الإسلامي والغربي”، والثانية” مستقبل المرأة المسلمة في الغرب” تختتم أشغال المؤتمر يومه الأحد 12 دجنبر 2010 بمحاضرة” المرأة المسلمة والمشاركة السياسية. ومن المنتظر أن يسدل الستار على أشغال المؤتمر اليوم الأحد بكلمات كل من رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية رياج ططري بكري، خوصي مانويل رودريكو رئيس مؤسسة التعدد والتعايش، محمد الغيدوني رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بكاطالونيا، فممثل عن كتابة الهجرة، لتتم قراءة البيان الختامي للمؤتمر.