بقدر ما أبانت الأزمة الأخيرة بين المغرب وإسبانيا على تغلغل الخطاب الانفصالي (المعروف طبعا) في المجتمع المدني الإسباني، فقد بدت بوادر وعي جديد لدى الجالية المغربية بإسبانيا من خلال هيئات المجتمع المدني المحلية، والتي لعبت دورا إيجابيا يستحق التشجيع في الدفاع عن القضايا الكبرى لهذه الجالية مثل قضية الوحدة الترابية المغربية. فقد توصلت أندلس برس طوال هذا الأسبوع ببلاغات عديدة من جمعيات مثل شبكة المجتمع المدني بشمال إسبانيا وإقليم الباسك التيس يشرف عليها مصطفى جدعان، وكذا جمعية الصويرة-موغادور بمدينة برشلونة ورئيسها أحفيظ اليمني، وجمعية أطلس في مدريد، تدين التحيز الإعلامي الواضح لإسبانيا للطروحات الانفصالية في الأيام الموالية لأحداث العيون، وتناشد باقي فعاليات المجتمع المدني للجالية بالتعبئة لمواجهة "الهجوم الإعلامي" الإسباني المغرض، والذي ينافي أوليات مهنة الصحافة. غير أن الدول الأهم كان في "المعركة الإعلامية"، حيث نشطت جمعية أصدقاء الصحراء المغربية، ورئيسها رشيد فارس، إضافة إلى الناشطة الجمعوية لطيفة الحساني، في المشاركة في العديد من البرامج الحوارية التلفزيونية، نذكر منها برنامج " 59 ثانية" في نسخة كنارياس، وتلفزيون منطقة إستريمادورا، وأوضحا من خلال هذين المنبرين الإعلاميين وجهة نظر المغرب، مفندين الكثير من ادعاءات المساندين للطروحات الانفصالية، كما أحرجا بعض ممثلي جبهة البوليساريو عند المطالبة بكشف مصير مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. ولا يسعنا في أندلس برس إلا تشجيع هذا الوعي الجديد والإيجابي، والتأكيد على ضرورة وجود أطر جمعوية جادة وتمثيلية ومخلصة لقضايا هذه الجالية، سواء فيما يتعلق بمطالبها العادلة في بلدان الإقامة، أو الدفاع عن القضايا المصيرية لبلدها الأصل.