يعتزم مسؤولون بالحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا تكثيف جهودهم لإنقاذ اجتماع كان مقررا عقده مع ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا، محمد بيسات، بعد إعلان الأخير عن إلغاء اللقاء لعدم دعم الاشتراكيين الإسبان لمشروع قرار يهدف لإدانة أحداث العيون الأخيرة. و قالت أمينة الشؤون السياسية بالحزب الاشتراكي الإسباني، إلينا بالينثيانو، التي ترأست وفد بلادها في اجتماع مجلس الاشتراكية الدولية الذي اختتم أعماله اليوم في باريس: "سأصر على الحاجة لعقد الاجتماع الذي يجب أن يشهد تمثيلا رفيع المستوى". وكانت المسئولة الإسبانية قد اتفقت أمس مع بيسات على عقد اجتماع في مدريد، إلا أن الأخير أعلن اليوم عن إلغاء اللقاء لعدم قبول مجلس الاشتراكية الدولية مشروع قرار قدم من جانب وفود جنوب أفريقيا والسويد وفنلندا لإدانة ما أطلق عليه "الاستخدام المفرط للعنف" من جانب المغرب خلال تفكيك مخيم أكديم ازيك في ضواحي مدينة العيون في الثامن من الشهر الجاري. وقال بيسات إن "الحزب الاشتراكي يعمل اليوم لصالح المغاربة الذين حققوا نصرا. وفي هذا الموقف ألغي الاجتماع الذي كان سيجمعنا بهم". واعتبر أن "الحزب الاشتراكي الإسباني منح شيكا على بياض للمغاربة للقيام بعمليات قتل متى وحيثما شاءوا"، في وقت أدان فيه ما أسماها ب"سياسة احتواء المغاربة على حساب حقوق الإنسان والقيم المقدسة للمجتمع الإسباني والدولي". وكانت رئاسة مجلس الاشتراكية الدولية قد أعطت الكلمة خلال اجتماعها لإسبانيا، التي تترأس اللجنة المتوسطية بالمنظمة. وأكد مندوب إسبانيا، خوسيه أنطونيو اسبيخو، أن بلاده لا تعارض تقديم مشروع القرار ولكنه اعتبر "من السابق لأوانه" تبني نص قبل التعرف على ما وقع في العيون. وأشار إلى أن الحكومة الإسبانية دعت لعقد اجتماع في مدريد مع ممثلي البوليساريو والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب للوقوف على أحداث العيون. وحظي الاقتراح بدعم الأمين العام للمجلس، التشيلي لويس أيالا، ورئيس المنظمة، جورج باباندريو، رئيس وزراء اليونان، الذي اعتبر أن "مثل هذه القرارات ليست دائما بناءة وتأتي بنتائج عكسية أحيانا". وكان مشروع القرار يسعى لإدانة "استخدام السلطات المغربية للعنف لتفكيك المخيم" وكذلك "حث" الأممالمتحدة لفتح تحقيق للوقوف على الأسباب والملابسات التي حدثت أثناء ما وصفت ب"أحداث عنف". وفي هذا الصدد، أكدت بالنثيانو على دعمها للشعب الصحراوي وأبدت استعدادها للاستمرار في العمل لإيجاد حل للصراع، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الحزب الاشتراكي الإسباني لا يمكنه تدعيم قرار كالذي تم اقتراحه في مجلس الاشتراكية الدولية.