راسل عدد من العمال والعاملات المرخص لهم بالعمل في سبتة ومليلية المحتلتين رئيس الحكومة المغربية ونظيره الإسباني وناشدوهما تسوية وضعيتهم إثر توقفهم عن العمل منذ بداية "أزمة كورونا" بعد اتخاذ المغرب قرارا بإغلاق حدوده البرية. ووجّه هؤلاء العمال والعاملات القانونيون هذا النداء إلى المسؤولَين المغربي والإسباني على بعد أيام من زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى المغرب، والذي يُرتقب أن يحل بالرباط يوم 17 دجنبر الجاري. ووجّه شكيب مروان، الكاتب العامّ لنقابة العمال والعاملات المرخص لهم قانونيا بالعمل في الثغرين المحتلين، في هذا السياق، بداية الأسبوع الجاري، نداء إلى رئيسَي الحكومتين المغربية والإسبانية، من خلال شريط مصور يحثهما فيه على إيجاد حلّ لأزمة هؤلاء العمال التي تتواصل منذ إغلاق السلطات المغربية، في مارس الماضي، الحدودَ البرية للمملكة مع المدينتين المحتلتين. وكان مروان قد صرّح بأن ما يناهز 3 آلاف و600 عامل وعاملة مرخص لهم بالاشتغال في سبتةالمحتلة تضرروا بعد إغلاق المعبر الحدودي "تراخال" في خضمّ تداعيات "أزمة كورونا"، منذ مطلع السنة الجارية. ووضّح الكاتب العامّ لنقابة العمال والعاملات المرخص لهم قانونيا بالعمل في الثغرين المحتلين، في تصريح صحفي، بأن إغلاق الحدود تسبب في فقدان العديد من العمال المرخص لهم الاشتغال في سبتة مناصب شغلهم، في غياب أية مساعدات مادية من الجانبين المغربي والإسباني. وتابع المتحدث ذاته أن العمال المغاربة المعنيين يشتغلون بصفة قانونية في كافة القطاعات في سبتة ويتوفّرون على الضمان الاجتماعي الإسباني، مذكّرا بأن هناك اتفاقية بين المغرب وإسبانيا بشأنهم. وأبرز مروان أنه بفضل هذه الاتفاقية بإمكانه علاج أطفاله في مستشفيات مغربية، فيما الضمان الاجتماعي الاسباني هو الذي سيؤدّي ثمن العلاج ويرسله في حسابات بنكية مغربية. غير أنه بعد إغلاق المعبر الحدودي المذكور وجد هؤلاء العمال أنفسهم في وضعية عاطلة وتشرّد. وتابع مراون أن بعض هؤلاء العمال والعاملات فقدوا عملهم وأن ما يناهز 3 آلاف و600 عامل وعاملة لا يتوفرون على مورد رزق بديل لإعالة أسرهم ولا على دعم أو مساعدات تمكّنهم من تحمل مصاريف وأعباء الحياة في ظل "أزمة كورونا". وأكد مروان أنه رغم تصريح بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، بأن من حق كل العمال الأجانب الذين يحملون رخصَ عمل قانونية، لحساب الغير أو للحساب الخاص، الاستفادة من المساعدة الاجتماعية التي تمنحها الحكومة خلال هذه الفترة، فقد حُرموا من هذه المساعددة. وطالب المتحدث ذاتُه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، في هذا السياق، بالتدخل لفائدة هؤلاء العمال والعاملات المغاربة في هذا الموضوع ومساءلة رئيس الحكومة الإسباني خلال زيارته المقبلة للمغرب، أو إيجاد مخرج لأزمتهم تسمح لهم باستئناف أنشطتهم المهنية أو الاستفادة من الدعم، خصوصا أنهم يؤدّون كل مستحقات الضمان الاجتماعي والضرائب. ولفت مروان الانتباه إلى أن العمال المتوقفين عن العمل بعد إغلاق حدود المجينتين المحتلتين، والذين يقدّر يفوق عددهم 9 آلاف عامل، لم يستفيدوا من الدعم المالي المؤقت الذي خصصته الحكومة المغربية للمغاربة المتضرّرين، مطالبا بفتح الحدود لفائدة هؤلاء العمال المغاربة حتى يستأنفوا أنشطتهم في الثغرين المحتلين.