وصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء الإثنين، إلى بيروت في زيارته الثانية منذ الانفجار المدمر الذي هز مرفأ العاصمة اللبنانية في الرابع من غشت الجاري. وذكرت وسائل اعلام محلية أن هذه الزيارة الرسمية الثانية التي يقوم بها ماكرون إلى لبنان خلال هذا الشهر ، تأتي في إطار تقديم الدعم إلى الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات كارثة انفجار الميناء ، ودفع العملية السياسية في لبنان لا سيما نحو تنفيذ الإصلاحات اللازمة لتجاوز الأزمات الخانقة التي تشهدها البلاد. وغرد ماكرون على تويتر قائلا " أعود إلى بيروت لاستعراض المستجدات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار". وكان الرئيس الفرنسي قد دعا في زيارته الأولى (6 غشت) المسؤولين اللبنانيين إلى اقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة. ومن المقرر أن يستهل الرئيس الفرنسي زيارته بلقاء يعقده مساء اليوم مع المطربة اللبنانية فيروز في منزلها، على أن يعقب ذلك لقاء آخر يعقده مساء مع رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري. ويشمل جدول زيارات ماكرون مشاركته صباح غد في الاحتفال بمئوية لبنان الكبير ، ثم لقاء يعقده مع ممثلي الأممالمتحدة في لبنان وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة الذين يشاركون في عمليات رفع الأنقاض وإعادة بناء ميناء بيروت البحري والمناطق المتضررة بالعاصمة. ويجري الاستقبال الرسمي للرئيس الفرنسي ظهر غد في قصر بعبدا ، تعقبه زيارة إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي "المركز الطبي الرئيسي للتعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا" ، ثم لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. كما يجري الرئيس الفرنسي عصر غد لقاء مع عدد من المسؤولين السياسيين اللبنانيين ، قبل أن يختتم زيارته إلى لبنان بمؤتمر صحفي يعقده مساء بالسفارة الفرنسية. وكان الرئيس الفرنسي قد وجه في زيارته الأخيرة مجموعة من الرسائل السياسية إلى المسؤولين والقادة السياسيين اللبنانيين، داعيا إياهم إلى تحمل المسؤولية والبدء في إجراء الإصلاحات اللازمة لإعادة بناء نظام سياسي جديد يتجاوز التفرقة والانقسام والطائفية، وحذر من أن لبنان يمر بمجموعة من الأزمات الحادة التي تستوجب سرعة إجراء الإصلاحات.