أعربت دار الفتوى في لبنان عن أسفها لتصرف مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية في فرنسا مارين لوبان، التي غادرت دون لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، إثر رفضها الاستجابة لطلب تغطية رأسها، خلافا لما كان متفق عليه معها مسبقا، حسب البروتوكول المعتمد. وأوضح المكتب الإعلامي في دار الفتوى أن "لوبان رفضت وضع غطاء الرأس كما هو متعارف عليه عند زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان". وأشار إلى أن "المكتب الإعلامي كان أبلغ المرشحة الرئاسية عبر أحد مساعديها بضرورة غطاء الرأس عند لقاء سماحته كما هو البروتوكول المعتمد في دار الفتوى". وأضاف: "عند حضور لوبان إلى دار الفتوى، فوجئ المعنيون برفضها الالتزام بما هو متعارف عليه بغطاء الرأس، وخرجت دون إتمام اللقاء المتفق عليه مسبقا مع سماحته". وأعربت دار الفتوى عن أسفها لهذا التصرف الذي وصفته ب"غير المناسب" في مثل هذه اللقاءات. وكانت لوبان قد رفضت الاستجابة لطلب وضع الحجاب على رأسها، وغادرت دار الفتوى دون أن تلتقي المفتي دريان. وقالت للصحفيين: "أنا التقيت شيخ الأزهر، ولم أضع حجابا، ولن أضعه الآن". وكانت لوبان، مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وصلت بيروت مساء أول الأحد؛ حيث التقت الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وقيادات سياسية لبنانية. ومن المفترض أن تلتقي لوبان، اليوم الثلاثاء، آخر أيام زيارتها إلى لبنان، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وتأتي زيارة لوبان إلى لبنان بعد أسابيع قليلة من زيارة مماثلة أجراها أحد أبرز منافسيها في الانتخابات الرئاسية، إيمانويل ماكرون. وتندرج تلك الزيارات، حسب مراقبين، ضمن إطار إظهار المرشحين اهتمامهم ب"مسيحيي الشرق" والسياسة الخارجية، علما بأن هناك كثيرا من اللبنانيين في فرنسا الذين يحملون جنسيات مزدوجة، لبنانية وفرنسية، ويرجح عددهم بنحو 17 ألف صوت انتخابي.