شنت جبهة البوليساريو الصحراوية الانفصالية، المدعومة من الجزائر، هجوما عنيفا على وكالة الأنباء الإسبانية “إفي” بعد أن نشرت الأخيرة خبرا عن مثول ثلاثة شبان صحراويين معارضين للجبهة أمام محكمة عسكرية بمخيمات تندوف، جنوبي الجزائر. وثارت ثائرة قيادة الانفصاليين الصحراويين لأن وكالة أنباء دولية من حجم “إفي” تطرقت لموضوع هذه المحاكمة التي تمت يوم الأربعاء 3 يونيو في سرية ومن دون حضور عائلات الشبان الصحراويين الثلاثة أو هيئة دفاع أو مراقبين محايدين، حيث وجهت للشبان الثلاثة تهمة “التخابر مع العدو” في إشارة إلى المغرب. وكان موقع “أندلس برس” قد علم في وقت سابق من مصادر صحراوية في تندوف، جنوبي الجزائر، أن محكمة عسكرية تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية حكمت على السبان الصحراويين الثلاثة ب 19 سنة سجنا نافذا، بعد إدانتهم بتهمة "التخابر مع المغرب". وأوضحت ذات المصادر أن المحمكة العسكرية، التي ترأسها ضباط من ميليشيات البوليساريو بحضور ضباط من المخابرات العسكرية الجزائرية، قضت بالسجن 7 سنوات على الشاب الصحراوي عبد العزيز الناصري و6 سنوات على كل من لحبيب لكزاز والركيبي خالدي. وكانت وكالة الأنباء الإسبانية “إفي” قد نشرت خبر المحاكمة بناء على بيان توصلت به من الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان التي نددت بمحاكمة الشبان الصحراويين الثلاثة من قبل محكمة عسكرية تابعة لجبهة البوليساريو، بتهمة "التعاون مع العدو" في إشارة إلى المغرب، محملة النظام الجزائري مسؤولية مآل هذه المحاكمة التي تجري فوق الأراضي الجزائرية. وقالت الجمعية، في بيانها التي نشرته وكالة الأنباء الإسبانية، إنها "تلقت باستغراب وسخط شكوى من عائلات الشبان الصحراويين الثلاثة، الناصري عبد العزيز، الركيبي خالدي ولحبيب الكزاز، المحتجزين منذ يوليوز الماضي من قبل قوات البوليساريو في ظروف غير إنسانية بسجن الذهيبية، السيء الذكر، على مقربة من مدينة تندوف الجزائرية، في عز جائحة كورونا". ونددت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان بهذا القرار الذي اتخذته قيادة البوليساريو في في عز جائحة كورونا محملة إياها والسلطات الجزائرية على حد سواء مسؤولية هذه المحاكمة التي تجري على التراب الجزائري وكذا مصير الشبان الصحراويين الثلاثة. كما وجهت نداء إلى جميع القوى الحية والمنظمات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والرأي العام للضغط من أجل الإفراج عن هؤلاء الشباب الأبرياء على الفور ودون شروط مسبقة. جبهة البوليساريو، التي لم يرقها نشر الخبر، هاجمت وكالة الأنباء الإسبانية متهمة إياها ب”التستر على الاتجار الدولي في المخدرات”، مؤكدة أن الشبان الثلاثة تمت محاكمتهم بتهمة الاتجار في المخدرات، لكن الجبهة لم توضح ما علاقة تهمة “الاتجار الدولي في المخدرات” بتهمة “التخابر مع العدو”.