علمت “شبكة أندلس الإخبارية” اليوم الجمعة 3 أبريل 2020 أن سفيرة المملكة المغربية بإسبانيا، كريمة بنيعيش، “رفضت رفضا قاطعا” استلام مشروع إنشاء مقبرة إسلامية في مدريد، حيث خصصت بلدية العاصمة الإسبانية قطعة أرضية مساحتها 10 آلاف متر مربع لإنشاء مقبرة إسلامية قد تكون الحل الأمثل لدفن موتى الجالية المغربية والإسلامية الذين قضوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد. ووجهت فعالبات من المجتمع المدني المغربي نداء عاجلا للعاهل المغربي، الملك محمد السادس، من أجل التدخل العاجل لحل هذا المشكل، خصوصا وأن محاولاتهم المتكررة للتحاور مع السفيرة كريمة بنيعيش من أجل تدخلها لإخراج المشروع إلى النور باءت بالفشل، وقد خصصت بلدية مدريد قطعة أرضية تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع في منطقة وسط العاصمة تدعى كارابانتشيل Carabanchel، وجعلتها “وقفا لإنشاء مقبرة إسلامية” بإمكانها حل معضلة دفن موتى المسلمين بسائر التراب الإسباني وليس فقط على مستو ى منطقة مدريد، إلا أن الأمر يتطلب فقط تدخل السلطات الدبلوماسية المغربية لدى عمدة المدينة، خوصي لويس مارنينيز ألمايدا، لطلب تسليم تسيير المقبرة مباشرة للمفوضية الإسلامية أو إحدى الجمعيات الإسلامية غير الربحية بدل تسليمها لشركة نقل أموات إسبانية مما يجعل تكاليف الدفن باهضة. وذكر مسؤول مقرب من المفوضية الإسلامية، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح ل”شبكة أندلس الإخبارية”، “أن تدخل السلطات الدبلوماسية المغربية ضروري لإطلاق هذا المشروع في أقرب وقت ممكن، لكن سفيرة المغرب وللأسف الشديد ترفض التحدث معنا وتحيلنا إلى القنصل المغربي في مدريد و إلى بعض الموظفين الذين لا يملكون سلطة القرار في ملفات من هذا الحجم، وهذا الأمر جد مؤسف”. هذا وعلمت “شبكة أندلس الإخبارية” في وقت سابق أن أربعة مهاجرين مغاربة وافتهم المنية في منطقة مدريد صباح اليوم الجمعة 3 أبريل 2020، جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد وتم دفنهم في مقبرة غرينيون، جنوبي العاصمة الإسبانية، في الوقت الذي تمارس فيه سفارة المغرب تعتيما حول عدد الوفيات في صفوف أبناء الجالية المغربية جراء الإصابة بهذا الفيروس القاتل. عد الانتقادات الشديدة التي تلقتها سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، بسبب تقاعسها عن دعم أبناء الجالية المغربية في إسبانيا وتركهم يواجهون مصيرهم وتحمل آثار جائحة كورونا، خاصة بعد إغلاق الحدود بين المغرب والاتحاد الأوروبي وفرض حالة الطوارئ في البلدين، أعلنت السفارة المغربية في مدريد، اليوم الخميس 2 أبريل 2020، أنها ستتكفل بمصاريف دفن جثامين من وافتهم المنية من أبناء الجالية بإسبانيا نظرا لتعذر نقل الجثت إلى المغرب. وفي بلاغ عممته صباح اليوم، أكدت السفارة أنها ستقدم في هذه الظروف الاستثنائية "كل الدعم والمساندة اللازمين لأهل المتوفين لدفن ذويهم بمقابر أو مربعات إسلامية بإسبانيا/ على أن يشمل هذا الدعم التكفل بنفقات الدفن بالنسبة للمعوزين والمتوفين الذين لا يتوفرون على تأمينات". هذا وكان الإعلامي المغربي والمدير الأسبق لوكالة الأبناء المغربية "لاماب"بمدريد ، سعيد إدى حسن، قد وجه انتقادات شديدة اللهجة لسفيرة المغرب كريمة بنيعيش متهما إيها بالتقاعس عن القيام بواجبها الإداري والوطني في هذا الظرف الحساس. على إثر المقالات التي نشرتها "شبكة أندلس الإخبارية" والتي أكدت فيها أن عددا كبيرا من المهاجرين المغاربة المقيمين في إسبانيا وافتهم المنية جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والذين قد يفوق عددهم ال100 شخص حسب بعض المصادر الموثوقة، وفي ظل معضلة انعدام مقابر إسلامية في العديد من المناطق الإسبانية وعلى رأسها كتالونيا، خرجت سفيرة المغرب بمدريد من "حجرها الدبلوماسي" مضطرة لتقوم بتعميم تصريح على جل وسائل الإعلام المغربية تقول فيه إنها أنشأت "خلية أزمة داخل السفارة"، الشيء اعتبره بعض المراقبين للشأن الإسباني مجرد "كذبة أبريل". وقالت السفيرة بنيعيش في المقال الصحفي الذي عممته على وسائل الإعلام المغربية "إن خلية الأزمة التي أنشئت عقب تفشي وباء كورونا باسبانيا والمكونة من السفارة والقنصليات المغربية الموجودة في مختلف الجهات الإسبانية، تواصل عملها باستمرار لمواكبة الجالية المغربية". كما أشارت سفيرة المملكة المغربية "إلى أن المصدر الرسمي للوضع المرتبط بالجالية المغربية باسبانيا يبقى المصدر الوحيد الموثوق به فيما يخص المعطيات المتعلقة بالوباء في ظل استمرار انتشار أرقام ومعطيات مغلوطة لا تعتمد أي مصدر موثوق وغرضها التضخيم والتضليل". واعتبر الإعلامي والمحلل السياسي المغربي سعيد إدى حسن أن الأمر لا يعدو عن كونه “كذبة أبريل” بما أنها تصادف الفاتح من شهر أبريل، مؤكدا أن الاتصالات التي أجراها مع العديد من الفاعلين أكدت له "عدم وجود أي تواصل أو معطيات أو معلومات أو إرشادات تفيد بوجود مثل هذه الخلية التي لم يتم الإعلان عن وجودها إلا بعد الانتقادات التي وجهتها للسيدة السفيرة بسبب تقصيرها وتقصير المصالح الدبلوماسية المغربية في هذا الشأن".