شدّد المؤتمر القومي الإسلامي “إدانته الشديدة وشجبه لوعد المدعو ترامپ الذي يأتي مائة سنة بعد وعد بلفور المشؤوم، والذي أطلق عليه “صفقة القرن”، من جهة، مع إدانة أصحاب الصفقة والمتواطئين والمتآمرين معهم، أياً كانوا، من جهة ثانية”، كما يؤكّد “من جديد اعتزازه بصمود الشعب الفلسطيني وبمقاومته وبمعادلتها الجديدة -القصف مقابل القصف والقنص مقابل القنص- وبانتفاضته التي ابتدع فيها أشكالاً متنوعة ومختلفة آخرها مسيرة العودة الكبرى وما صاحبها وواكبها من أساليب لم يجد الإرهاب الصهيوني وسيلة لردعها أو التصدي لها”، حسب بلاغ المؤتمر القومي الإسلامي. وجاء في البلاغ الموقع من طرف خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، أن “قرار المدعو ترامپ بنقل سفارة بلاده إلى القدس، التي اعتبرها عاصمة أبدية للكيان الإرهابي الغاصب، يعتبر خطوة تدوس على كل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية، كما على التاريخ والجغرافيا وعلى كرامة ومقدسات الأمة العربية الإسلامية والمسيحية”. وأضاف البلاغ، أنه “بعد المواقف المتواطئة من طرف بعض الأنظمة والنخب العربية التي تآمرت على فلسطين وتبنت ما يسمى صفقة القرن، جاءت الخطوة الثانية المتمثّلة في قرار اعتبار فلسطين دولة قومية لليهود في أحد أكبر القرارات عنصرية في التاريخ الحديث، والذي تلاه العدوان المتجددة على غزة والذي يهدف، فيما يهدف إليه، صرف الأنظار عن القرار العنصري الخطير، كما الضغط على الشعب الفلسطيني من أجل القبول بالاستسلام وبالتنازل عن كافة حقوقه المشروعة في العودة وفِي تحرير كامل ترابه الوطني بما فيه القدس، كل القدس”. وورد في البلاغ ذاته أن “المؤتمر يؤكّد الاعتزاز والإكبار بما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وما يتكبده من مآسٍ، ويطأطئ الرأس أمام أرواح شهداء فلسطين وشهداء مسيرة العودة الكبرى على الخصوص، ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ويشد على أيدي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والمرابطين والمرابطات في الأقصى والمحاصرات والمحاصرين في غزة، وكل القابضين على الجمر من أبناء فلسطين في كامل التراب الفلسطيني”. وشدّد المؤتمر على “أن أبناء الأمة العربية والإسلامية مدعوون إلى الارتقاء بنضالهم، وبالانخراط في معركة تحرير فلسطين والتصدي للمشروع الصهيوني ولكل مسمياته بالقدر المطلوب في هذه المرحلة الحاسمة، سواء بتقديم كافة أشكال الدعم، أو بالتصدي لكافة أشكال التطبيع مع الصهاينة، رسمية كانت أم شعبية، أو بالانخراط الكامل في معركة المقاطعة العالمية ومعارك طرد الصهاينة من المنظمات والمنتديات الدولية، أو بالمساهمة في العمل على ملاحقة المجرمين الصهاينة، مدنيين وعسكريين، في كل أنحاء العالم، أو بالتفاعل اليومي مع معارك الشعب الفلسطيني، كما مع مبادرات كسر الحصار عن غزة وتمكين الشعب الفلسطيني من كافة الوسائل التي تساعده على الصمود والتصدي في وجه الاحتلال وأزلامه”. كما يعتبر المؤتمر القومي الإسلامي، يضيف البلاغ، أنه “على الأنظمة العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في التصدي للمشروع الصهيوني وفِي صيانة وتحرير فلسطينوالقدس، وعلى الجميع أن يدرك أن إعلان نتنياهو- ترامپ لن يبقي ولن يدوم، ولن يفلت منه العملاء والمتواطئون حتى لو أفرغوا خزائنهم عن آخرها، مما أصبح يفرض على الجميع الانخراط في المعركة الوحيدة التي يمكن أن تحفظ أمنهم وأمن واستقرار ووحدة أوطانهم”. وأكد البلاغ أن “الأوضاع تفرض، بالإضافة إلى تخلي المتآمرين والمتواطئين عن تآمرهم وتواطئهم، قطعَ كافة أشكال العلاقة مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة، وتشديد خناق المقاطعة، وإلغاء كافة الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة مع الكيان العنصري الغاصب، بما فيها أوسلو وكامپ ديڤيد ووادي عربة، وإغلاق السفارات والقنصليات والتمثيليات وغيرها، وإلغاء كافة الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والثقافية وخلافها، وإعلان تحرير كامل فلسطين هدفاً وتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني بما فيها السلاح”.