دعا المشاركون في ورشة تكوينية، نظمت بمراكش حول موضوع “مفهوم الحي الايكولوجي بالمدن الدامجة، المتجددة والمقاومة لللتغيرات المناخية”، إلى ضرورة تطوير “أحياء إيكولوجية” ب”المدينة الحمراء” وما يتلاءم مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية للحاضرة. وأبرزوا خلال هذا الدورة التكوينية، التي نظمت من قبل مركز التنمية لجهة تانسيفت بدعم من مؤسسة “فريديريك نيومان” الألمانية لفائدة عدد من الصحفيين، أن الحي الإيكولوجي ينبغي أن يصمم بشكل يساهم في تقليص وقعه على البيئة، عبر إيلاء أهمية كبرى لإشكالية التنقل والطاقة والماء والنفايات. وشددوا على ضرورة عدم اقتصار الحي الايكولوجي فقط على الجانب البيئي، وإنما يتعين أن يكون له وقع إيجابي على المستوى الإجتماعي من خلال الاهتمام بالبعد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، مسجلين أن تنمية مفهوم الحي الإيكولوجي يمثل مرحلة أولية لتطوير المجال الحضري المستدام وإبراز حلول متجددة مع الأخذ بعين الاعتبار تنوع النسيج الحضري المحلي. كما دعا المشاركون خلال هذه الدورة التكوينية، التي شكلت فرصة لتسليط الضوء على المبادرات الناجعة الرامية إلى إدماج التغيرات المناخية في السياسات المحلية بمراكش، ضمنها إحداث حدائق موضوعاتية واعتماد وسائل نقل تتميز بانبعاثات قليلة الكاربون، إلى ضرورة إدماج مفهوم التغيرات المناخية في التخطيط الحضري للمدن. كما شكل هذا اللقاء مناسبة لتأكيد المشاركين على الدور الذي يمكن أن تضطلع به المدن المتجددة للوصول إلى تنمية خضراء ومقاومة للتغيرات المناخية، مبرزين أن المدن تعد المسؤولة الرئيسية عن التغيرات المناخية، وفي نفس الوقت الأكثر تأثرا بوقع هذه التغيرات. من جهة أخرى، أشار المتدخلون إلى أنه بالرغم من الجهود المبذولة في هذا الشأن، فإن التغطية الإعلامية للقضايا المرتبطة بالتغيرات المناخية تبقى محدودة. وتميز هذا اللقاء بعرض تقرير سيمكن المشاركين من فهم المراحل الضرورية لخلق مشروع “مدن ذكية وتحليل ومناقشة وتشخيص نموذج حي الملاح بمراكش وتقديم تحسينات في هذا الشأن”. وتندرج هذه الدورة التكوينية في إطار مشروع “التغيرات المناخية، نحو تعبئة شمولية” الذي أعطيت انطلاقته سنة 2016 من طرف مركز التنمية لجهة تانسيفت بدعم من مؤسسة فريدريك نيومان الألمانية. وناقش المشاركون في هذا اللقاء محاور همت بالخصوص ، “أسس ومناحي مفهوم الحي الإيكولوجي”، و”لماذا تحظى التغيرات المناخية باهتمام كل صحفي وكل فاعل جمعوي”، و”النقط الهامة التي يجب على الصحفي أو الفاعل الجمعوي معرفتها بشأن التغيرات المناخية”، و”أفكار حول الحلول”، و”ملاءمة التغيرات المناخية مع الإطار الأخضر”، و”أية تحديات بالنسبة للمدينة” و”توحيد الرؤى من أجل المساهمة في ترسيخ المفهوم الايكولوجي بالأحياء”. ويهدف مركز التنمية لجهة تانسيفت، الذي أحدث سنة 1998، ويضم أساتذة جامعيين ومهندسين وأطباء، بالخصوص، إلى المساهمة في تنمية الجهة باعتباره فضاء وإطارا مؤسساتيا للمبادرات ولتصور ووضع السياسات الجهوية المرتبطة بالتنمية.