أعلن رئيس الحكومة الايطالية جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اليوم الجمعة 15 يونيو، تأييدهما اقامة مراكز أوروبية في دول انطلاق المهاجرين باتجاه القارة التي تهزّها أزمة الهجرة وتقسّم حكوماتها وقد تؤدي الى سقوط المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل التي عبّر ماكرون عن دعمه لها. والتقى كونتي وماكرون في قصر الاليزيه بعد أسبوع من التوتر بين باريسوروما، الحليفين التقليديين والعضوين المؤسسين في الاتحاد الاوروبي، حول سفينة “أكواريوس” التي تقلّ أكثر من 600 مهاجر غير شرعي والمتوجهة حاليا الى اسبانيا بعد أن رفضت ايطاليا ومالطا السماح لها بالرسو. وصرّح كونتي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون “يجب ان نقيم مراكز أوروبية في دول انطلاق” المهاجرين قبل أن يشرعوا في عبور البحر المتوسط. وقال “حان الوقت لطي الصفحة” في مسألة الهجرة داعيا الى اقامة “مراكز أوروبية في دول الانطلاق لتسريع عمليات طلب اللجوء”، مضيفا “يجب منع رحلات الموت”. وعبّر ماكرون من جهته عن رغبته في أن تقوم بهذه “المهام وكالاتنا المكلفة بقضايا اللجوء (…) في الجانب الآخر من ضفةالمتوسط”. وقال “الردّ الصحيح يكون أوروبيا لكن الردّ الاوروبي الحالي ليس مناسبا والتضامن الاوروبي الحالي، خصوصا في السنوات الأخيرة مع ايطاليا، لم يكن” موجودا. الرئيس الفرنسي الذي وجه مؤخرا انتقادا قاسيا الى روما منددا ب”سلوك معيب وغير مسؤول من قبل الحكومة الايطالية” بعد رفضها استقبال “أكواريوس”، وشدد على ضرورة “اعادة صياغة النظام الذي يسمّى دبلن”. ويفرض نظام دبلن على الدولة التي يتسجل فيها طالب لجوء للمرة الاولى ان تتابعه حتى النهاية ما يؤدي الى تحمل دول الدخول في جنوب القارة العبء الاكبر من ضغوط المهاجرين. وتابع “النظام الحالي لا يعمل، أنظمة التضامن عبر حصص (المهاجرين) لا تسمح بأن يكون هناك نتائج مرضية”. ومن واشنطن، كرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجمعة دعمه كونتي الذي التقاه للمرة الاولى خلال قمة مجموعة السبع الاسبوع الماضي، مشيدا بسياسته “المتشددة جدا ازاء الهجرة”. وقال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في حدائق البيت الابيض “ان الرئيس الجديد للحكومة الايطالية رائع. سنحت لي فرصة لقائه وهو متشدد جدا بشأن الهجرة مثلي. يبدو ان الرابحين اليوم هم الذين يتشددون بشأن الهجرة”.