للعام السابع على التوالي نظمت وزارة الثقافة المغربية «ليلة الأروقة»، أحد أهم الأحداث الفنية والثقافية في المغرب. وشارك في «ليلة الأروقة» هذا العام 77 قاعة للمعارض الفنية في 15 مدينة مغربية فتحت أبوابها للجمهور حتى منتصف الليل لمشاهدة أعمال كبار الفنانين والمبدعين الشبان في مجال الفن التشكيلي. وتتاح في تلك الليلة لسكان بعض المدن الصغيرة فرصة لرؤية أعمال الرسامين والنحاتين والمصورين الذين نادرا ما يعرض إنتاجهم خارج الرباطوالدارالبيضاء. وكانت «ليلة الأروقة» في بداية عهدها قبل سبع سنوات تقتصر على الرباط لكنها امتدت في عام 2012 إلى بلدات صغيرة مثل مولاي إدريس الزرهوني وقلعة ماجونا وشفشاون وأصيلة وأزمور. وافتتح الليلة هذا العام وزير الثقافة المغربي محمد أمين الصبيحي بمعرض محمد الفاسي في الرباط الذي عرض فيه الفنان مصطفى مفتاح بعض أعماله. وقال الوزير لتلفزيون «رويترز» إنه يسعى لزيادة عدد المعارض المشاركة في «ليلة الأروقة» إلى 100 معرض. وأضاف: «هذه التظاهرة التي بدأت قبل بضع سنوات بكيفية محتشمة وصلت اليوم إلى مرحلة النضج. الهدف منها هو تقريب المجال التشكيلي إلى جمهور واسع، وبطبيعة الحال إلى المختصين وإعطاء فرص واسعة للفنانين التشكيليين لكي يعرفوا بإنتاجهم وإبداعاتهم». وحققت «ليلة الأروقة» نجاحا ملحوظا شهد به الإقبال الجماهيري على قاعة محمد الفاسي لمشاهدة أعمال مصطفى مفتاح الذي ولد بالدارالبيضاء عام 1957 وأقام أول معارضه الفنية عام 1977. وقال الفنان لتلفزيون «رويترز»: «لوحاتي مستخلصة من جدران المدينة القديمة. وبصفتي فنانا من المدينة القديمة في الدارالبيضاء فإنني أخذت موضوع الطفل على جدران المدينة القديمة». واستضاف المسرح الوطني محمد الخامس في الرباط في «ليلة الأروقة» معرضا للفنان المغربي عزيز تونسي الذي يستخدم فرشاته بأسلوب بسيط ومؤثر في التعبير عن الصراع بين الرجل والمرأة. ووصف تونسي «ليلة الأروقة» بأنها فرصة لكل فنان للحكم على الأعمال التي أبدعها خلال العام. وقال عزيز تونسي: «(ليلة الأروقة) لها طابع خاص ونكهة خاصة، خصوصا بهذا الكم الهائل من المنتج الفكري والثقافي الذي يعيشه المغرب حاليا في ظل الوزارة التي فعلا أطلقت العنان للإبداع بصفة حقيقية. (ليلة الأروقة) منتج حقيقي للفنان لكي يعطي الأجود». واحتفلت الرباط في عام 2012 بمئويتها عاصمة للمغرب وبضمها إلى قائمة منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (يونيسكو) لمواقع التراث الإنساني العالمي. وأقيم احتفالا بهاتين المناسبتين معرض كبير للفن التشكيلي في باب الرواح، أحد معالم العاصمة المغربية. ويضم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية معظمها تملكه مؤسسات خاصة ومقتنون. وذكر فتح الله ولعلو رئيس بلدية الرباط أن معرض الفن التشكيلي في باب الرواح احتفال يليق بمئوية الرباط وباحتيار المدينة ضمن مواقع التراث الإنساني. وقال: «أحسن طريقة للاحتفال هي أن نفتح للفنانين الرواق الجميل والتاريخي لأن هذه من أبواب الموحدين الخمسة الموجودة في مدينة الرباط. اخترنا موضوع الفنانين الذين لهم علاقة بمدينة الرباط. إما ولدوا فيها وإما عملوا فيها وإما سكنوا فيها». وأقيم معرض آخر في باب الكبير موضوعه الرئيسي قصبة الوداية، وهي أيضا من المعالم الرئيسية للعاصمة المغربية.