غير رئيس الحزب الشعبي الإسباني المعارض، ماريانو راخوي، لهجته تجاه المغرب وبدا أكثر اعتدالا ودبلوماسية منذ أن وطأت قدماه أرض مليلية، صباح اليوم الخميس، فسارع بالتصريح أنه "لا يريد جدالا مع المغرب" وقال إن على إسبانيا والمغرب أن يركزا على الأمور التي تجمع بينها والتي هي "أكبر بكثير من الأمور التي تفرق بينها". وفي تقاسم بارع للأدوار بينه وبين الأمينة العامة لحزبه، ماريا دولوريس دي كوسبيدال التي أوكل لها دور التصعيد، شدد رئيس الحزب الشعبي على "الطابع الإيجابي" لزيارته لمدينة مليلية، في إشارة إلى الرسالة التي توصل بها بالأمس من الوزير الأول المغربي عباس الفاسي والذي وصف هذه الزيارة ب"الاستفزازية". وقال راخوي، الذي قام بجولة وسط المدينة حيث خرج بعض السكان لمصافحته، إن المغرب واسبانيا "لديهما الكثير ليكسبانه من التفاهم والتعاون والعمل يدا في يد" وذلك كله "لمصلحة مواطنينا". وتفادى رئيس الحزب الشعبي الذهاب إلى الحدود بين مدينة مليلية والمغرب لتفادي تأجيج الاحتجاجات المغربية والمطالب بإعادة المدينة إلى سيادة المغرب. وقد تم استقبال زعيم الحزب الشعبي بالتصفيق والهتافات "الرئيس، الرئيس" لدى وصوله إلى وسط مدينة مليلية، وبالضبط إلى شارع الجيش الإسباني حيث المقر الرئيسي لحزبه في المدينة التي تتمتع بالحكم الذاتي والتي تحتفل غدا بالذكرى 513 لانضمامها لتاج قشتالة أو ما يعتبره المغرب ذكرى احتلالها من طرف الإسبان. وفيما يخص الرسالة التي وجهها إليه الوزير الأول المغربي، اكتفى راخوي بالقول إنه "قرءها ولا يشاطر ما جاء فيها". وكان الوزير الأول المغربي قد وجه رسالة إلى رئيس الحزب الشعبي عبر فيها عن أسفه الشديد ورفضه القاطع للزيارة "الاستفزازية"، التي يعتزم رئيس الحزب الشعبي الإسباني ماريانو راخوي القيام بها لمليلية "مهما كانت أسبابها وأهدافها ... ذلك أنها تمثل مسا صريحا بالكرامة والشعور الوطني".