استكمالا لجولته في دول الخليج ، يصل الملك المغربي محمد السادس الى الكويت اليوم في زيارة رسمية تستمر ليومين . وفي الاطار الاقتصادي للجولة التي وصفت "بالنادرة " من المتوقع ان يبحث العاهل المغربي اليوم سبل تطوير العلاقات الاقتصادية وفتح ابواب استثمارية جديدة تكون بديلا عن الشركاء الاوروبيين الذي يتخبطون بأزمتهم الاقتصادية لكن الجولة وعلى ما يبدو لم تفرز اي تعهدات جديدة وانما انحصرت نتائجها بما سبق وتعهدت به كل من السعودية وقطر والكويت والامارات من تقديم دعم تنموي للمغرب بقيمة 5 مليارات دولار على مدى 5 سنوات. واكد ياسر الزناكي مستشار العاهل المغربي في تصريحات صحافية امس إن الرحلة لم تتمخض حتى الآن عن تعهدات جديدة بمساعدات موضحا انه ليس من المتوقع ان يتم تقديم هكذا تعهدات جديدة . واشار الى ان المغرب سيستلم اول جزء من المساعدات والذي تبلغ قيمته 2.5 مليار أوائل العام المقبل. وفي هذا الاطار الاقتصادي ، يسعى المغرب في ختام جولته الخليجية الى عرض مشروعات بميزانيات محددة والدفع بما سبق وتم الاتفاق عليه مع مجلس التعاون الخليجي الى حيز التنفيذ الفعلي . الكويت ختام جولة خليجية نادرة تهدف زيارة الملك محمد السادس الى الكويت الى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفع عجلة التبادل الاقتصادي بينهما قدما وفتح أبواب جديدة للاستثمار لاسيما في ضوء الشراكة الاستراتيجية المبرمة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي. وسيتضمن جدول الاعمال استثمارات في البنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والاسكان والزراعة . ويأمل المغرب أن تكتتب مؤسسات استثمارية خليجية في إصداره السيادي المزمع لسندات تتجاوز قيمتها المليار دولار والذي أرجئ من أكتوبر تشرين الأول إلى نهاية نوفمبر تشرين الثاني. وقال السفير المغربي يحيى بناني الوفد الملكي سيعرض فرص الاستثمار في المغرب «حيث انه في جعبتهم الكثير من المشاريع ليقدموها الى السلطات الكويتية مشيرا الى انه لن يتم توقيع اي اتفاقيات خلال الزيارة وانما سيتم الاكتفاء بعرض الامتيازات التي يقدمها المغرب في اطار السعي لجذب الاستثمارات . السعودية مستهل الجولة بدأ العاهل المغربي زيارته التاريخية الى الدول الخليجية من جدة في أول زيارة رسمية له الى السعودية منذ توليه مقاليد الحكم . وعقدت اجتماعات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز تناولت آفاق التعاون بين البلدين اضافة الى الاوضاع السياسية في المنطقة . وقد تم في هذا الإطار عقد اجتماع مع وزراء حكومة السعودية تخلله عرض للوزراء المغاربة حول المشاريع تهم عدة قطاعات مهمة في المغرب كالزراعة والنقل والصحة والتعليم والسكن. ونقلت «واس» عن وزير المال السعودي إبراهيم العساف قوله إن الوزراء ناقشوا «ملفات مهمة، وخصوصا العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين ودور الصندوق السعودي للتنمية في المغرب في قطاعات الصحة والنقل والري والزراعة». وأضاف العساف: «الاجتماع ناقش بشكل أساسي الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ودعم الاستثمارات بين البلدين لتنمية التجارة عن طريق استثمار القطاع الخاص في الموانئ، وتعزيز خطوط الملاحة بين البلدين والتبادل التجاري». وأردف: "هناك قطاعات مهمة في المغرب في خدمة البيئة الاستثمارية وهي من الأفضل في الدول العربية". ويتطلع العاهل المغربي إلى جذب تمويل سعودي لإصدار مغربي للسندات السيادية، يتراوح حجمه ما بين 700 مليون دولار ومليار دولار، إذ سيعتمد حجم الإصدار على طلبات الاكتتاب التي يتلقاها المغرب من المستثمرين. ومن المنتظر أن يخصص المغرب نحو نصف السندات لمؤسسات استثمارية خليجية. الاردن :توسيع مجالات التعاون بعد السعودية توجه الملك المغربي الى الاردن في زيارة استمرت لثلاثة ايام . وقد اجرى مباحثات مع نظيره الاردني تتعلق بالتعاون الاقتصادي والسياسي. وقد استهلت هذه الزيارة بمباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني .وقد وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني ونظيره الأردني ناصر جودة المباحثات التي أجراها عاهلا البلدين بالبناءة والمهمة مؤكدين أنها تركزت على تطوير التعاون المشترك سياسيا واقتصاديا بين البلدين. وقال الوزيران إن قائدي البلدين أكدا حرصهما على ضرورة العمل على توسيع مجالات التعاون المشترك وتبادلا وجهات النظر حيال القضايا التي تواجه المنطقة العربية. وقام الملك محمد السادس بزيارة الى المستشفى الميداني المغربي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين والذي يأوي نحو 37 الف لاجئ. قطر احتفاء اعلامي كبير تناولت وسائل الاعلام زيارة العاهل المغربي الى قطر باهتمام بالغ خصوصا وان العلاقات بين البلدين اصطدمت في اوقات سابقة بمجموعة ملفات شائكة كان اخرها تعاطي قطر مع الانتخابات التشريعية الاخيرة والتي اثارث حفيظة الجهات الرسمية والحزبية المغربية. وأجرى محمد السادس الاحد في الديوان الاميري في الدوحة ٬ مباحثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، تناولت علاقات التعاون بين البلدين وسبل تدعيمها و تطويرها كما تطرقت للتطورات الاخيرة التي تشهدها المنطقة. ومن قطر عبر وزير الشؤون الخارجية المغربي سعد الدين العثماني عن ايمانه بالدور الاساسي الذي يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي ان يلعبه في دعم الدول التي خرجت من الثورات حديثا . الامارات كثير من الاقتصاد .. قليل من السياسة على الرغم من الاجندة الاقتصادية للجولة ، الا ان جلسة المباحثات التي عقدت مساء امس في قصر المشرف بين الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابو ظبي و الملك المغربي تطرقت الى الاوضاع السياسية والامنية في المنطقة . وقد ذكرت وكالة الانباء الاماراتية ان الجانبين بحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات ، ونقلت عن الملك محمد السادس ارتياحه لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وعزم البلدين على تطويرها في مختلف المجالات واستشراف آفاق جديدة. من جهتها، أعربت الامارات عن رضاها لمستوى التنسيق معتبرة انه حاجة ملحة لخدمة مصلحة الشعبين الاماراتي والمغربي . وعقب الاجتماع أكدت مستشارة صاحب الملك المغربي زليخة نصري أن المسؤولين الإماراتيين رحبوا بالمشاريع التي تقدم بها المغرب٬ وأعربوا عن استعدادهم للمشاركة والمساهمة فيها في إطار سيحدد على مستوى آليات تقنية. وأضافت ٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ٬ أن أجوبة الوزراء المتواجدين ضمن الوفد المغربي كانت "مقنعة" بخصوص الاستفسارات التي أبداها المسؤولون الإماراتيون حول المشاريع المغربية المقدمة. وقالت٬ في هذا الصدد لقد " خرجنا بنظرة إيجابية من هذا اللقاء ". مشيرة الى ان موعد توقيع الاتفاقيات مرتبط بالتنسيق مع دول المجلس التعاون الخليجي متوقعة ان يتم هذا الامر مطلع العام المقبل.