طالبت جمعية تنسيق المجتمع المدني في شمال المغرب اليوم مواطني البلاد بالتصدي لزيارة ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي، قطب المعارضة في إسبانيا، المقررة غدا إلى مدينة مليلية التي تحظى بالحكم الذاتي. وأوضحت الجمعية في بيان أن "الزيارة لا تصب على الإطلاق في إطار العلاقات الجيدة بين البلدين، وأنها تقام من أجل "تكريس الوضع الاستعماري للمدينة، وهو الأمر المرفوض اليوم دوليا". واعتبرت الجمعية، التي دعت لتنظيم مظاهرات احتجاجية غدا والجمعة على الحدود مع مليلية وأمام القنصلية الإسبانية في الناضور، أن هذه الزيارة "تكشف السياسة الاستفزازية للحزب الشعبي إزاء الشعب المغربي وسيادة أراضيه". وأضافت أن زيارة راخوي تمثل "استفزازا لمشاعر المغاربة والنسيج السياسي والنقابي والجمعيات"، لذا فقد دعت "جميع المواطنين المغاربة والأصدقاء الإسبان الذين على وعي بحقوق المغرب في السيادة على أراضيه" للتصدي لها. وأصر راخوي على القيام بزيارته إلى مليلية، بالرغم من تصريحات رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي، بصفته أمينا عاما لحزب "الاستقلال الوطني"، الذي وصف فيها الزيارة ب"الاستفزازية". وأفادت مصادر من الحزب الشعبي بأنه لن يتم الرد على تصريحات الفاسي، والتي نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء والتي تفيد أيضا بان زيارة راخوي "تسيء بشكل فج إلى الكرامة والشعور الوطني" بالنسبة لكافة المغاربة. وذكرت المصادر أن زعيم المعارضة سيباشر خلال زيارته إلى مليلية الأجندة التي كانت مقررة والتي تتضمن عقد اجتماع مع مجلس حكومة المدينة وعقد مؤتمر صحفي بحضور وسائل الإعلام. وبالرغم من أن الحكومة الإسبانية اعتبرت أن الزيارة تأتي "في وقت غير ملائم"، إلا أن المتحدثة باسم المعارضة، سوراريا ساينز دي سانتا ماريا، أكدت في تصريحات مساء اليوم للتليفزيون الإسباني أن "راخوي يقوم بزيارة مدينة إسبانية ولا يحتاج لتقديم إيضاحات حول تحركاته في مكان داخل وطنه"، موضحة أن الحكومة يتعين عليها أن توضح موقفها في هذا السياق. وتأتي زيارة راخوي لمليلية في ذكرى حصول المدينة على الحكم الذاتي، حيث تحتفل غدا بمرور 513 عام على ضمها إلى تاج قشتالة.