وصل أمس الأربعاء إلى مدريد وفد يضم 50 من الأئمة والمرشدات وذلك من أجل إمامة الصلاة وإلقاء المحاضرات والمواعظ الدينية بالعديد من المساجد وأماكن العبادة بإسبانيا خلال شهر رمضان الكريم. ويندرج وصول هذا الوفد من الأئمة والوعاظ والمرشدين الدينيين إلى إسبانيا في إطار مبادرة أطلقتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشراكة وتعاون مع فيدرالية اتحاد المساجد بإسبانيا بهدف مساعدة أفراد الجالية على فهم دينهم الفهم الصحيح وتأطيرهم خلال هذا الشهر المبارك. وسيتوزع هؤلاء الأئمة والمرشدين الدينيين والوعاظ الذي سيقومون بالتعريف بتعاليم الإسلام السمحة ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح التي تدعو إليها المملكة المغربية على جهات مدريد وكاستييا لا مانشا وكتالونيا وبلاد الباسك وريوخا وغاليسيا والأندلس بالإضافة إلى جزر الكناري وجزر البليار. وأشاد عبد العزيز المودن رئيس فيدرالية اتحاد المساجد بإسبانيا خلال حفل استقبال نظم على شرف أعضاء هذا الوفد ب (فوينلابرادا) بضاحية مدريد بالرعاية السامية والاهتمام الذي ما فتئ أمير المؤمنين الملك محمد السادس يوليه لأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج. وأضاف أن حضور الأئمة والمرشدات الدينيات المغاربة إلى إسبانيا خلال شهر رمضان الأبرك يروم مساعدة أعضاء الجالية المغربية على التشبث بقيم دينهم الحنيف وتقاليدهم العريقة مشيرا في هذا الصدد إلى المكانة التي تحتلها المملكة في العالم أجمع في ميدان تدبير الحقل الديني سواء من الناحية التنظيمية أو الروحية والاجتماعية. وأكد عبد العزيز المودن على أهمية ما تزود به الثوابت المغربية من مذهب الإمام مالك والعقيدة الأشعرية والتصوف السني وإمارة المؤمنين الفقهاء والدعاة والمرشدين وطلبة العلوم الشرعية من وسائل وأحكام وآليات تعمل على تحقيق التسامح والتعاون والتعايش بين المسلمين وغيرهم من غير تكلف ولا تصنع أو إخلال بمقاصد الشريعة وثوابتها . وأشار إلى أن من شأن هذه المبادرة أن تساهم في تجنيب أفراد الجالية العديد من المظاهر السلبية وبالتالي إبراز إيجابية الإسلام وتفاعله وتأثيره وقابلية اندماجه في كل بيئة وعصر مع إظهار قدرته من خلال الخطاب والتوجيه والإرشاد والتربية على المساهمة في إنشاء مجتمع سليم وآمن لا مكان فيه للكراهية والشحناء أو العنف.