أكد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي اليوم الاثنين أن المطالب بالاستقلال تمثل "حماقة كبيرة" وتشكل "عقبة" ضد الجهود لتجاوز وضع الأزمة الذي تشهده البلاد. وقدم راخوي في كلمة بمدينة سان سباستيان (شمال) بمناسبة حملة انتخابات إقليم الباسك التي ستجرى في 21 من الشهر الجاري حزبه السياسي (الحزب الشعبي) على أنه الضامن "للاستقرار" إزاء "الشكوك" الانفصالية التي تمثل "مغامرات لا تؤدي إلى شيء". وقال "اقتراح اليوم بالانفصال والبقاء خارج إسبانيا وأوروبا ليس خيارا إيديولوجيا، بل حماقة كبيرة وعقبة ضد جهود تجاوز الأزمة". وقدم رئيس الحكومة الإقليمية لكتالونيا، القومي أرتور ماس، موعد الانتخابات الإقليمية عامين لبدء عملية يقرر فيها سكان الإقليم وضعهم السياسي في إسبانيا. وقرر ماس تقديم الانتخابات إلى 25 نوفمبر/تشرين ثان المقبل بعد مظاهرة حاشدة تطالب بالاستقلال في برشلونة وقعت في 11 سبتمبر/أيلول الماضي وبعدها رفض راخوي منح كتالونيا معاملة مالية خاصة. يذكر أن الإقليم، البالغ عدد سكانه نحو 7.5 ملايين نسمة، يتمتع بأوسع تدابير للحكم الذاتي بين أقاليم البلاد السبعة عشر مثل الصحة والتعليم وقوة شرطة خاصة به، كما يقدم 18% من إجمالي الناتج المحلي الإسباني. ويتحدث سكان الإقليم، الواقع شمال شرقي إسبانيا، لغة خاصة ويشعرون بهوية مختلفة عن باقي أنحاء إسبانيا، مما غذى فكرة الاستقلال. وازدادت مطالب سكان الإقليم بالانفصال بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إسبانيا، حيث تعزو كتالونيا مديونيتها إلى سلطاتها الاقتصادية المحدودة. وكانت كتالونيا، المثقلة بالديون، قد طلبت قرضا من الحكومة المركزية في مدريد بقيمة 5 مليارات يورو (6.4 مليارات دولار) نهاية أغسطس/آب الماضي. وتسعى إسبانيا لخفض العجز في الموازنة بنهاية العام الجاري إلى 6.3%، بناء على اتفاق مع المفوضية الأوروبية للحصول على مساعدات مالية بلغت مائة مليار يورو، مع توقعات بحصولها على حزمة جديدة من المساعدات.