كل المؤشرات تشير إلى أن إسبانيا توجد على أعتاب أزمة سياسية قد تعمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد بعد أن صادق برلمان اقليم كتالونيا الخميس على اجراء استفتاء في الدورة التشريعية المقبلة يتمكن من خلاله الكتلان من تقرير "مستقبلهم الجماعي بحرية وديمقراطية". وحظيت المبادرة بتأييد 84 من أصل 131 برلمانيا شاركوا في التصويت، بعد أن أعلن رئيس الاقليم، أرتور ماس، في وقت سابق الدعوة لانتخابات مبكرة في 25 من نونبر المقبل، وتأكيده أن الوقت قد حان كي يمارس الاقليم "حق تقرير مصيره". وقوبلت المبادرة برفض أعضاء الحزب الشعبي الحاكم، وتأييد البرلمانيين عن أحزاب يسار الوسط القومي واسكيرا ريبوبليكانا الانفصالي وأقليات اليسار، فيما امتنع الاشتراكيون عن التصويت. ومن جانبها قالت الحكومة الاسبانية إن الدعوة لاجراء استفتاء حول انفصال الاقليم لابد وأن تحصل على الضوء الأخضر من الدولة الاسبانية. وأشارت نائبة رئيس الحكومة الاسبانية سورايا ساينز دي سانتاماريا إلى أن الحكومة الاسبانية قد تطالب المحكمة الدستورية باعلان بطلان هذه الدعوة التي أطلقتها كتالونيا استنادا إلى قانون الاقليم. وفي ردها على سؤال بهذا الشأن قبل قرار برلمان كتالونيا، أوضحت أن الدعوة إلى هذا الاستفتاء سيؤثر "على كل الاسبان"، لذا فلابد وأن يجرى في جميع أنحاء البلاد. وأبدت استعداد الحكومة لاستخدام كافة الاليات الموجودة لوقف الاستفتاء الذي "لا يتفق مع الدستور". وتابعت "ليس هناك آليات قانونية وقضائية فقط لوقفه، وانما هناك كذلك حكومة، حكومة مستعدة لاستخدامها". وقالت إن المحكمة الدستورية الاسبانية عندما رفعت الحظر على قانون كتالونيا الخاص بالاستفتاءات أكد على أنها تتبع "مباشرة" لقرار الدولة. وقد تطالب الحكومة المحكمة الدستورية بمراجعة هذا القرار لتعليق العمل ببعض بنود القانون، واعلان بطلان الدعوة للاستفتاء. كان رئيس اقليم كتالونيا قد أعلن، الثلاثاء، الدعوة إلى انتخابات مبكرة في 25 نوفمبر/تشرين ثان المقبل. وأعلن ماس خلال جلسة برلمانية حل البرلمان والتبكير بموعد الانتخابات الإقليمية التي كانت مقررة بعد عامين. وجاء إعلان الانتخابات المبكرة بعد رفض رئيس الحكومة المركزية، ماريانو راخوي، منح كتالونيا وضعية ضريبية ومالية مميزة عن بقية الأقاليم ذات الحكم الذاتي في إسبانيا. ويرى القوميون الكتالونيون أن إقليمهم يعطي الدولة الإسبانية أكثر مما يحصل عليه منها، وهو ما دفعهم للترويج لفكرة الانفصال خاصة وإذكاء السمات القومية المميزة للإقليم مثل اللغة.