اعتبر مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرتها صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية "سيئة النية" و"استفزازية"، شأنها في ذلك شأن فيلم "براءة المسلمين" المنتج في الولايات الكتحدة. وقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان روبرت كولفيل في تصريحات للصحفيين الجمعة "نرى أن شارلي إبدو كانت غير مسئولة بشكل مضاعف خاصة وأن إدارتها كانت تعرف ماذا سيحدث عند نشر الرسوم بناء على رد الفعل على الفيلم". وأضاف "نشر فيلم براءة المسلمين تسبب في رد فعل عنيف من جانب جماعات راديكالية مسلمة وقتل 30 شخصا على الأقل حتى الآن وهذا عنف غير مبرر". وكانت موجة الاحتجاجات على عرض الفيلم قد أدت إلى اقتحام سفارات دول غربية في العالم الإسلامي وبلغ الأمر ذروته مع مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريس ستيفنز أثناء تواجده بقنصلية بلاده في بنغازي، وهو السيناريو الذي يُخشى تكراره مع نشر المجلة الفرنسية للرسوم. وشدد كولفيل على أن مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي تقدر العواطف التي تسيطر على المتظاهرين في ظروف كهذه، ولكنها تدعو أيضا إلى الالتزام بالتظاهر السلمي". وأبرز المتحدث ضرورة لعب علماء الدين المسلمين دورا في استعادة الهدوء في الشوارع، مشددا على أن "أفضل طريقة للتعامل مع الاستفزازات هي تجاهلها". ولفت المتحدث كذلك إلى وجود جدل دائر داخل مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة حول حدود حرية التعبير وضرورة احترام المعتقدات الدينية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد صرح في وقت سابق بأن الفيلم المسيء "مليء بالكراهية" فيما اعتبر الرسوم المنشورة في فرنسا "مدعاة للخجل".