دعا تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» قبل ثلاثة أيام إلى «اقتفاء أثر» الذين اقتحموا القنصلية الأميركية في بنغازي وقتل السفراء الأميركيين في الدول المغاربية، بحسب مركز يراقب المواقع الإلكترونية الجهادية. واعتبر التنظيم في بيان بثته مواقع جهادية مقتل سفير الولاياتالمتحدة خلال هجوم بنغازي الثلاثاء الماضي «أحسن هدية لحكومته المتغطرسة الظالمة، كما ندعو شباب الإسلام إلى اقتفاء أثر أسود بنغازي بإسقاط أعلام أميركا من أعلى سفاراتها». كما دعا إلى «قتل سفرائها وممثليها أو طردهم وتطهير أرضنا من رجسهم ونخص بالذكر في هذا المقام إخواننا في الجزائروتونس والمغرب وموريتانيا». وخاطب المسلمين قائلا، «هبوا لنصرة نبيكم لتعلم أميركا أن نبينا، أحب إلينا من آبائنا وأمهاتنا، وأن المساس بعرضه فداه آباؤنا وأمهاتنا دونه قطع الرقاب والقصاص العادل من المتطاولين». وتابع: «نقول لأميركا إن أفعالها الشنيعة هذه لا تزيد على أن تصب الحماسة في أعصاب شبابنا، فتزيدهم بطولة وجرأة عليها». وصدر البيان غداة هجوم شنه سلفيون تونسيون على السفارة الأميركية نزعوا خلاله العلم الأميركي لرفع علم القاعدة مكانه. ومن جهته ندد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي مجددا في كلمة موجهة إلى «الأصدقاء الأميركيين» نشرت في تونس، بالهجوم على السفارة الأميركية في بلاده مؤكدا أن عنف الإسلاميين المتطرفين «لا يمثل» تونس. وقال في هذه الكلمة التي نشرت مساء أول من أمس التي تهدف إلى «تفادي المزيد من سوء الفهم» إن «ما حدث يوم الجمعة الماضي لا يمثل تونس». وكان يشير إلى مهاجمة متظاهرين، معظمهم من السلفيين، الجمعة مقر السفارة الأميركية بتونس على خلفية فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولاياتالمتحدة، ما خلف أربعة قتلى من المتظاهرين وعشرات جرحى وأضرارا بالسفارة والمدرسة الأميركية المحاذية لها. وحرص الرئيس المرزوقي على طمأنة الأميركيين المقيمين في تونس مؤكدا أن عنف أقلية من المتطرفين الإسلاميين مرفوض من غالبية التونسيين. قالت مصادر في الحكومة الأميركية أمس إن برقية استخبارات أميركية حذرت السفارة الأميركية في القاهرة من احتمال وقوع عنف ردا على بث مقتطفات من فيلم مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية. وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن البرقية التي أرسلت من واشنطن في العاشر من سبتمبر (أيلول) أي قبل يوم من اندلاع الاحتجاجات حذرت السفارة من أن بث الفيلم قد يفجر حوادث عنف، لكنها لم تحدد إجراءات معينة لتعزيز تدابير الأمن. وأوضحت المصادر أنه عملا بالإجراءات الدبلوماسية المعتادة تم إخطار المسؤولين الحكوميين وأجهزة الأمن في مصر بمخاوف الولاياتالمتحدة؛ حيث إن الحكومات المضيفة مسؤولة عن ضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية على أراضيها. وقالت المصادر إن البرقية التي لا تزال مصنفة في فئة الوثائق السرية دفع إليها بث قناة «الناس» الفضائية المصرية يوم السبت الثامن من سبتمبر لما قالت إنه مقاطع من الفيلم المسيء للنبي. وقالت القناة، إن تلك المقاطع من الفيلم الأميركي قام بتحميلها على موقع «يوتيوب» على الإنترنت بعض «أقباط المهجر»، وفي برقية التحذير أبلغ مسؤولو استخبارات في واشنطن السفارة في القاهرة أن الفيلم تمت ترجمته إلى العربية ويجرى نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وصباح الثلاثاء قبل بدء الاحتجاجات نشرت السفارة بيانا في صفحتها على موقع «فيس بوك» الإلكتروني يدين على حد قول مسؤول أميركي رفيع «المحاولات المستمرة من جانب أفراد مضللين للإساءة إلى المشاعر الدينية للمسلمين» وهي إشارة إلى الفيلم. ولم يتضح هل كان نشر هذا البيان نتيجة لتحذير الاستخبارات الأميركية؟ وقال المسؤول إن البيان سحب فيما بعد من على الإنترنت لأنه لم يتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية في واشنطن. وقال مصدر آخر، إنه بسبب بث مقتطفات من الفيلم تراجعت المخاوف بشأن العنف المحتمل، حيث اقتصرت على مصر، لذا فإن رسالة التحذير لم يتم إرسالها إلى بعثات أميركية أخرى في الشرق الأوسط. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن موظفي السفارة «كانوا يدركون» أن لقطات الفيلم يجري استخدامها لإثارة مشاعر قوية وقد تؤدي إلى وقوع مظاهرات، وأن معظم موظفي السفارة في القاهرة صدرت إليهم أوامر أن يبقوا في منازلهم في ذلك اليوم حتى قبل بدء الاحتجاجات.