انتخب الناقد المغربي عبد الرحيم العلام أمس (الأحد) بالرباط رئيسا لاتحاد كتاب المغرب، وحصل على 108 أصوات. وكان العلام هو من يتولى إدارة الاتحاد منذ إقالة رئيسه السابق الناقد عبد الحميد عقار عام 2009. وهذه هي المرة الأولى التي ينتخب فيها رئيس الاتحاد مباشرة من أعضاء المؤتمر بعد تعديل أدخل على بند من القانون الأساسي لهذه المنظمة، كان يقضي بانتخاب مكتب تنفيذي مكون من تسعة أعضاء هم من يتولون انتخاب الرئيس، وتم اعتماد هذا التعديل توخيا لإضفاء ممارسة ديمقراطية كاملة داخل هذا الاتحاد الذي احتفل بخمسين سنة على تأسيسه. وقبل انتخاب الرئيس كان جو من الترقب والتوجس يسود وسط الكتاب والمثقفين خوفا من أن يفشل المؤتمر الثامن عشر للاتحاد في اجتياز الأزمة التي كان يتخبط فيها منذ أربع سنوات. خصوصا أن اليوم الأول من المؤتمر عرف صراعات حادة بين المؤتمرين وأعضاء المكتب التنفيذي السابقين تتعلق بتدقيق عضوية المؤتمرين وعرض التقريرين الأدبي والمالي. وحصل العلام على 108 أصوات مقابل منافسيه: الشاعر محمد بودويك (36 صوتا)، وليلى الشافعي (12 صوتا)، وعبد الناصر لقاح (3 أصوات)، والكاتب المسرحي بوسلهام الضعيف (صوتان). كما انتخب المؤتمر أيضا تشكيلة المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد من بينها أربع نساء. وتضم لائحة المكتب التنفيذي الجديد إلى جانب الرئيس عبد الرحيم العلام وداد بنموسى وأمينة المريني وليلى الشافعي وفاطمة الزهراء بنيس وسعيد كوبريت وإدريس الملياني وعبد المجيد شكير ويحيى عمارة ومصطفى لغتيري وعبد الدين حمروش. وكان المؤتمر الوطني الثامن عشر للاتحاد قد صادق السبت على التقرير الأدبي ب94 صوتا مقابل اعتراض عضو واحد وامتناع ستة أعضاء عن التصويت. وصوت لصالح التقرير المالي 88 صوتا وامتناع 6 أصوات. وصادق المؤتمرون بأغلبية 75 صوتا مقابل 52 صوتا على البند الرئيسي الذي يقضي بانتخاب رئيس الاتحاد مباشرة من المؤتمر العام قبل انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي في عملية اقتراع ثانية، خلافا لما كان معمولا به في السابق. وأثار المؤتمرون عدة قضايا تتعلق بدور الاتحاد في الحياة الثقافية والسياسية، وتعزيز تمثيل الشباب والنساء، وتوفير الدعم المالي للكتاب، وتعزيز الشفافية داخل الاتحاد، والاهتمام باللغة الأمازيغية. وكان الاتحاد قد احتفى بعدد من رؤسائه السابقين ومؤسسيه يوم الجمعة الماضي، ومنح دروع تكريم لكل من عبد الكريم غلاب ومحمد برادة والعربي المساري ومبارك ربيع ومحمد الصباغ. وأعرب المحتفى بهم عن رغبتهم في أن يستعيد اتحاد كتاب المغرب دوره في المشهد السياسي الذي يعرف تحولات كبرى في البلاد غاب عنها المثقفون المغاربة. وكان عبد الرفيع الجواهري، الرئيس الأسبق للاتحاد قد صرح قبل انعقاد المؤتمر بأن «مسؤولية الاتحاد في الظرفية الراهنة تقتضي إعادة الاعتبار للتنوير الفكري بنشر قيم الحداثة في مجتمع أصبح فريسة للنزعات الغيبية المتطرفة والمسلكيات الخرافية، مثل قضية الفرق الشبيهة بالكتائب التي تسمح لنفسها بإيقاع العقاب في الشارع العام ضد المواطنين». وأضاف الجواهري أن «من مسؤوليات الاتحاد مواجهة المد الخرافي في مواجهة حرية الإبداع الأدبي والفني، ومصادرة حق الاستمتاع بألوان الفن السينمائي ومختلف ألوان الفرجة». وزاد قائلا: «كل ذلك يستدعي من اتحاد كتاب المغرب القيام بدوره التنويري داخل المجتمع بتعزيز ثقافة القرب، سواء عن طريق الإنترنت أو عن طريق الشراكة مع المؤسسات التعليمية، ودور الشباب وجمعيات الأحياء التي تشتغل في المجال الثقافي، إلى غير ذلك من أنواع الشراكات الأخرى».