وجه الجيش السوري الحر أكبر ضربة لنظام الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكومته في مارس 2011 بمقتل وزير دفاعه العماد داوود عبد الله راجحه ونائبه العماد آصف شوكت صهر رئيس البلاد في انفجار استهدف مبنى الأمن القومي بوسط دمشق. وجاء هذا الحادث مع دخول مواجهات هي الاعنف منذ اندلاع الانتفاضة بين المعارضة والقوات النظامية يومها الرابع في العاصمة، وقبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع السوري. وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية اليوم في بيان مقتل راجحه ونائب وزير الدفاع آصف شوكت في الانفجار. وأوضح البيان الذي أذاعه التلفزيون الرسمي أن "تصعيدا إجراميا جديدا نفذته الأدوات المأجورة المرتهنة لمخططات خارجية" نفذت الانفجار الذي استهدف المبنى الواقع بحي أبو رمانة بوسط دمشق. وأكد الجيش على "عزم سوريا على القضاء المبرم على عصابات القتل والإجرام وملاحقاتهم أينما فروا وتطهير الوطن من شرورهم". وأضاف "من يظن أنه باستهداف بعض القادة يستطيع لي ذراع سوريا فإنه واهم لأن سوريا جيشا وقيادة وشعبا أكثر تصميما على التصدي للإرهاب وبتر يد كل من يفكر بالمساس بأمن البلاد". وكانت أنباء قد ترددت عن إصابة وزير الداخلية السوري محمد الشعار في الانفجار ولكن التلفزيون الرسمي أكد أن "صحته بخير وحالته مستقرة". وتبنى الجيش السوري الحر تنفيذ الهجوم. وأوضح المتحدث باسم الجيش السوري الحر داخل سوريا، سامي كردي في تصريحات أن الهجوم جرى بالتنسيق مع حراس بعض المسئولين السياسيين الذين كانوا في المبنى. وأوضح مجاهد الزغبي، أحد المخططين للهجوم، أن الحادث تم بالتنسيق مع عناصر أمنية في المبنى الحكومي ومع الطاهي الذي يعمل فيه، وكان حلقة الاتصال مع الحراس. وصرح أنهم وضعوا السم في الإفطار للقيادات الأمنية والسياسية الذين حضروا الاجتماع، وعندما طلبوا سيارة إسعاف لعلاجهم، وصلتهم سيارة محملة بالمتفجرات تابعة للجيش السوري الحر. يذكر أن داود راجحة المولود عام 1947 كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في سوريا. وكان قد عين بمنصبة وزيرا للدفاع في 8 أغسطس 2011. وتخرج الراجحة من الكلية الحربية عام 1968 وتدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب وزير الدفاع العام الماضي. أما شوكت فهو زوج شقيقة الرئيس بشار الأسد، وكان قد عين في عام 2005 مديرا للاستخبارات العسكرية السورية، وترقى إلى رتبة عماد في 2009 حتى أصبح نائبا لوزير الدفاع. وبعد ساعات قليلة من الحادث، أصدر الأسد مرسوما رئاسيا بتعيين العماد فهد جاسم الفريج الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الاركان العام للجيش وزيرا للدفاع خلفا لداوود راجحه. وكانت المواجهات بين المعارضة والقوات الحكومية قد اندلعت من جديد في ساعة مبكرة من صباح اليوم في حي الميدان بوسط العاصمة ومنطقة القابون التي دخلتها مدرعات الجيش لتكوين نقاط مراقبة وتحكم في بعض الشوارع، وفقا لما ذكرته الهيئة العامة للثورة السورية. وجرت المواجهات في القابون تحت نيران القصف الذي شنته القوات الحكومية مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين، حسبما أعلنت لجان التنسيق المحلية. وكانت المدفعية السورية قد قامت بقصف أحياء أخرى من دمشق فجر الثلاثاء حيث جرت أيضا اشتباكات بين عناصر الجيش السوري الحر والقوات الموالية لنظام بشار الأسد. ومع تصاعد وتيرة العنف في سوريا، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا اليوم يتوقع أن يتم خلاله التصويت على مبادرة جديدة للدول الغربية تستهدف فرض عقوبات على النظام السوري، وهو ما تعارضه روسيا. ومن المنتظر أن يسعى الاجتماع للاتفاق على تمديد بعثة المراقبين في دمشق، لكن يتوقع ان تفرض الأحداث الأخيرة نفسها عليه.