كشفت دراسة بريطانية حديثة أن مضادًا حيويًا، اكتشفه علماء عام 2015، قادر على قتل الجراثيم التي اشتهرت بمقاومتها لجميع المضادات الحيوية بنجاح. الدراسة أجراها باحثون بكلية الصيدلة، جامعة لينكولن البريطانية، بالتعاون مع فريق بحثي من سنغافورة، ونشروا نتاجها في دورية (Journal of Medicinal Chemistry) العلمية. وأجرى فريق البحث دراسته على عقار “التيكسوباكتين” (Teixobactin) الذي لم يُجرّب بعد على البشر، وهو مضاد حيوي نشط في مقاومة وقتل الجراثيم موجبة الجرام والتي تتميز بجدارها القوي الذي يصعب على المضادات الحيوية التقليدية اختراقه. أُعلن عن اكتشاف “التيكسوباكتين” أوائل 2015، بتعاون أمريكي-ألماني، وباستخدام طريقة جديدة لزراعة الجراثيم بالتربة، والتي مكنت الباحثين من زرع نوعية من الجراثيم لم يكن في الإمكان زراعتها من قبل، والتي تنتج هذا النوع من المضادات الحيوية. وفي الدراسة الجديدة، جرب الفريق نسخة اصطناعية من عقار “التيكسوباكتين” التي تم تطويرها عن طريق استبدال الأحماض الأمينية الرئيسية في نقاط محددة في بنية المضاد الحيوي لتسهيل إعادة تكوينها.وعكف فريق البحث على مدى ال 22 شهراً الماضية لتحويل مادة “التيكسوباكتين” إلى نسخة اصطناعية لمعالجة الفئران من الجراثيم. وبعد أن تم إثبات أن هذه التركيبات الاصطناعية قوية للغاية ضد البكتيريا، استخدمها الباحثون بنجاح لمعالجة العدوى البكتيرية لدى الفئران. ووجد الفريق أن تركيبة “التيكسوباكتين” قادرة على معالجة العدوى، والتقليل من شدة العدوى أيضًا، وهذا لم يوفره المضاد الحيوي “الموكسيفلوكساسين” (Moxifloxacin) المضاد للجراثيم، حينما استخدمه الباحثون على مجموعة أخرى من الفئران. وكان فريق البحث الذي اكتشف المضاد الحيوي، توصل إلى أن عقار “التيكسوباكتين” يقتل مجموعة كبيرة من البكتيريا المقاومة للأدوية، بما في ذلك العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) وبكتيريا المكورات المعوية المقاومة الأدوية (VRE)، وبكتيريا السل المقاومة للمضادات الحيوية، ويقضي على مجموعة من الأمراض المهددة للحياة التي تصيب القلب والبروستاتا والمسالك البولية والبطن. وقال الدكتور إيشوار سينغ، قائد فريق البحث بجامعة لينكولن: “إن نتائج الدراسة تعتبر قفزة حقيقية في طريق تطوير مضادات حيوية جديدة، قادرة على مقاومة الجراثيم والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية”.وأضاف أنه “لا يزال هناك الكثير من العمل لتطوير “التيكسوباكتين” كمضاد حيوي علاجي للاستخدام البشري، وربما يكون ذلك في غضون حوالي 9 إلي 10 سنوات”. وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة. وذكرت أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها.