أكد مسؤول حقيبة التعليم في منطقة كطالونيا، حيث يقطن ما يقرب من 400 ألف مهاجر عربي جلهم مغاربة، بأن المنطقة ستنجح في تكييف و إدماج الهجرة إن استطاعت أن ترفع نسبة المهاجرين الحائزين على مستويات تعليمية عليا إلى النسبة التي تعكسها الساكنة الأصلية. فحسب معطيات السنة الدراسية 2007-2008، فإن مؤشر الفشل المدرسي للتعليم الثانوي بين الشباب المهاجر قد ضاعف الفشل بين الشباب الكطلاني بثلاث مرات. فإذا كان المعدل الكلي للفشل المدرسي في المنطقة قد بلغ نسبة 20 بالمائة، فإن هذه النسبة ارتفعت بين الشباب الأسيوي لتحاذي نسبة 57 بالمائة، و نسبة 53 بالمائة بين الشباب المغاربي. أما عن إلتحاق الشباب المهاجر بالجامعات فالأمر أكثر من كارثي، حيث لم يبلغ عدد الشباب من أصول مغربية الذين إلتحقوا بالتعليم العالي الجامعي 312 على مجمل 142 الف من الطلبة الجدد في منطقة كطالونية في نفس السنة الدراسية. و هو رقم متقدم إذا ما قورن بعدد 41 طالب الذي تم تسجيل إلتحاقها بالتعليم العالي منذ ستة سنوات فقط. وحسب المسؤول عن السياسات التعليمية في الحكومة الكطالانية فرانسيسك كلومي، فإن "الوضعية ليست جيدة سواء في التحصيل العلمي أو استمراريته، وكذلك الحل ليس سهلا". في نظر المسؤول التعليمي أسباب هذه الوضعية السلبية تعود إلى المستوى السوسيوثقافي المتدني لمحيط الشباب المهاجر، الصعوبات المرتبطة بإتقان اللغة، و إلتحاقهم المتأخر بالنظام التعليمي الكطالاني. حسب كلومي المخرج من هذه الوضعية يكمن في اتباع سياسات "التمييز الإيجابي"، مثل فصول تعليم الكبار، برامج لاستعادة الشباب الذي غادر المدارس، وتكييف فصول استقبال حتى نتمكن من ادماج القادمين الجدد بسهولة و يسر. تنبغي الإشارة إلى أن المشكلة قد تمت ملاحظتها منذ وقت، والعديد من الحكومات في المناطق الإسبانية اتخذت العديد من الإجراءات وخصصت لها الكثير من الموارد، إلا أن النتائج تبقى دون المستوى المطلوب، وهو ما يتطلب إعداد دراسات أكثر جدية و توجيه موارد أكبر، و الأساسي هو ترشيد صرف هذه الموارد.