تزامنا مع مرور مائة يوم على تنصيب الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بدأت تظهر أولى التصدعات في صفوف حكومة تفتقد برأي المراقبين لأدنى شروط التماسك الإديولوجي، حيث هدد الوزير اليساري وزعيم حزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، بالانسحاب من الحكومة إذا ما أقدمت هذه الأخيرة على المس بالحريات والسياحة، بعد أن انتقذ بعض وزراء الحزب الإسلامي انتعاش السياحة الجنسية بالمغرب. وذكرت مصادر مطلعة أن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكبة ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله، لوح بالانسحاب من الحكومة في حال إقراراها إجراءات قانونية تمس الحريات والسياحة، محذرا من أن يكون مصير هذه الحكومة هو نفس المصير الذي لقيته حكومة التناوب التوافقي، ويقول نبيل بنعبد الله بشأن التصويت بالإجماع على ميزانية وزارة الصحة التي يقودها حزبه إن ذلك لم يكن حبّا في الوردي، مضيفا أن حزبه لن يسقط في الفخ وأنه سيسعى إلى إنجاح هذه التجربة. ويأتي تهديد بنعبد الله بالانسحاب من الحكومة أيضا كرد فعل على قرار وزير الاتصال المنتمي للحزب الإسلامي، مصطفى الخلفي، بالحد من ما يسميه المغاربة ب"قلة الحياء" في وسائل الإعلام العمومية، خاصة القناة الثانية "دوزيم" التي تتعرض إدارتها لسخط شعبي عارم لتركيزها على برامج الرقص والغناء والأفلام المكسيكية المدبلجة، بالإضافة إلى بث أكثر من نصف فقراتها باللغة الفرنسية بدل العربية أو اللهجات الأمازيغية.