أثارت الأغاني الأخيرة لأحد أقدم مغني الراب في المغرب استياء وانتقادات واسعة وسط محبي هذا النمط من الفن الشبابي، حيث إنه بعد تأديته سابقاً لأغان تتطرق إلى مواضيع اجتماعية، أصدر المغني أخيراً ألبوماً جديداً يحتوي على مقاطع مرئية استعان فيها براقصات يشبهن بائعات الهوى، ويرقصن في طقوس غريبة، لها صلة بلهو الليل وزجاجات الخمرة. وعبَّر الكثيرون عن صدمتهم الكبيرة من لجوء مغني الراب "الشحط مان" إلى هذه الأساليب الجريئة التي وصفوها بالمسيئة للذوق السليم للجمهور، ووصفوا أغانيه الجديدة بالانحراف الفني لموسيقى الراب بالمغرب، التي حرص بعض المغنين الشباب على أن تكون ملتصقة بالقضايا الحقيقية للشباب والمجتمع. وجدير بالذكر أن يونس حودر الملقب فنياً ب"الشحط مان"، والتي تعني الرجل الضخم الجثة، يعد أحد أشهر مغني الراب في المغرب، إلى جانب توفيق حازب الملقب ب"البيغ" أو "الخاسر"، ومغني الراب "مسلم"، والشيخ سار الملقب بالثوري أو "مغني رئيس الحكومة"، ومجموعات أخرى نالت شهرة واسعة من قبيل "فناير" و"كازا كراو"، وغيرها من المجموعات الغنائية الشبابية. انقلاب المسار وأصدر "الشحط مان" أخيراً ألبوماً جديداً بعنوان "أنا حر"، يتضمن أغان جريئة، من قبيل أغنية "ميزي دراهم يخرجوا ليك الكواري"، أي "ادفع دراهم تخرج لك الكرات"، التي ظهر فيها محاطاً بفتيات شبه عاريات داخل قاعة للعبة "البلياردو"، وحاول المغني من خلال كلمات الأغنية أن يتطرق إلى موضوع تأثير المال وهيمنته على حياة الإنسان، باعتبار أنه بواسطة النقود يمكن شراء الذمم والنساء أيضا. وضم شريط "الشحط مان" أيضا أغنية "شاعلة"، و"فيلسوف بلا دراسة"، في إشارة إلى شخصه، حيث إنه انقطع عن الدراسة لكنه ظل يحمل نَفَساً نقدياً لكثير من الظواهر السلبية التي حفل بها المجتمع، مثل الأغنية التي حققت نجاحاً باهراً على مواقع الإنترنت "فين حقنا"، بمعية المغني المعروف "مسلم"، بالإضافة إلى أغاني أخرى تطرقت إلى حصار غزة وإلى الحرب على العراق وغيرهما؛ غير أنه في الأغاني الصادرة حديثاً كان "الشحط مان" حريصاً جداً على الظهور بمشاهد مخالفة كثيرا لما أداه من قبل. واعتمد الشحط مان في كل أغانيه الجديدة على موسيقى صاخبة وصورها داخل أمكنة تحيل إلى حياة المجون؛ مثل العلب الليلية والفتيات اللواتي يؤدين رقصات ذات إيحاءات جنسية واضحة، ومشاهد أخرى ظهرت فيها عصابات أفراد شداد محملين بهراوات وعصي، ومُرافقين بكلاب مدربة شرسة. وزاد مغني الراب من "غضب" جمهوره بأن أعلن على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، عن تنظيم جائزة لمسابقة أفضل راقصة تتقن الرقص الساخن على إيقاع "دانس هال" Dancehall، تتمثل في حصولها على مبلغ مالي وظهورها في فيديو كليب جديد مع "الشحط مان". كليبات للإنترنت وانتقد مغنون للراب أغاني "الشحط مان"، ورأوا في ما أقدم عليه صاحب ألبوم "أنا حر" نزوعاً نحو تسلق سلالم الشهرة سريعاً، فضلاً عن نوع من التغريب وحب تقليد مغني الراب الأمريكيين بطقوسهم الحياتية الخاصة. وقال مغني الراب الشيخ سار ل"العربية.نت" إنه صُدم من الأسلوب الجديد ل"الشحط مان" الذي استعمله في أغانيه المصورة الأخيرة التي تخل بالحياء، مؤكداً أن تقليد كليبات الراب الأمريكي يشوه صورة الراب المغربي. وأبدى الشيخ سار أسفه من المستوى الذي وصل إليه راب "الشحط مان"، الذي من المفروض أن يكون قدوة لغيره من الشباب، إلا أنه فقد كل ما كان يملكه من حب الجمهور المغربي المسلم، لينساق وراء شهواته التي لن يربح منها شيئاً، حسب قوله. وأكد الشيخ سار أن الكليبات الجديدة ل"الشحط مان" "لن تجد منفذاً لها سوى على الإنترنيت، كون القنوات التلفزيونية المغربية لن تعرضها"، مضيفاً أن "هناك طرقاً أخرى للتعبير عن الواقع دون التعري وإشهار الفساد". ومن جهتهم، انهال ناشطون فيسبوكيون على "الشحط مان" بالانتقادات اللاذعة، حيث أفاد بعضهم أن الملابس العارية والوشم على الجسد والجرأة التي تتحدى الأخلاق كلها أمور لا تصنع أغنية راب جيدة، فيما ذهب آخرون إلى الجزم أن هذا المغني "جسده موجود في المغرب أما عقله فمسحور بمجموعات الراب في غرب أمريكا".