أصبح حزب الأصالة والمعاصرة مقبل على إعادة بناء شاملة، وثرة هادئة ستشمل جميع الأجهزة الوطنية، وتقوية دور المؤسسات، وتقييم عميق للتجربة التنظيمية والسياسية التي خاضها منذ حوالي عشر سنوات. الخبر أوردته يومية «الصباح»، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع. وذكرت اليومية، نقلا عن مصادرها، أن حزب «البام » يعرف دينامية جديدة، منذ دورة المجلس الوطني الأخيرة، والتي أثارت الكثير من الجدل بشأن تراجع إلياس العماري، الأمين العام عن الاستقالة التي أشهرها، في وقت سابق، قبل أن يقرر تشكيل لجنة وطنية للإشراف على الدورة المقبلة للمجلس المقرر عقدها في يناير المقبل، والتي ينتظر، وفق مقترح اللجنة الوطنية، إعادة انتخاب مختلف المؤسسات الوطنية للحزب. وتضيف اليومية، أن جمال شيشاوي، عضو المكتب السياسي، إن «البام » مقبل على تمرين سياسي عميق، لم تعتد الأحزاب على خوضه، وهو تدبير تناقضاته الداخلية بديمقراطية حقيقية، تمسك بالجوهر الذي تأسس عليه الحزب، وهو المشروع الديمقراطية الحداثي، وتدقيق تصوراته وبرنامج السياسي، مؤكدا أن الحزب، ورغم بعض المشاكل التنظيمية، وهي أمر طبيعي في حزب يضم حساسيات مختلفة، يعيش دينامية جديدة على جميع المستويات. وتردف الجريدة، أن شيشاوي أكد أن المجلس الوطني مطروح عليه تقييم التجرية التنظيمية السابقة، من أجل الانتقال إلى حزب المؤسسات، وتعزيز دور الجهات في المشروع الحزبي، موضحا أن مشكل «البام” ليس مشكل زعامة أو أشخاص، بقدر ما هو بحث كيفية اجتياز التمرين السياسي الحالي بنجاح، وتحصين المكتسبات المحققة خلال العشر سنوات الماضية. وبخصوص المهام العاجلة، يرى شيشاوي أن من الأولويات امتلاك الجرأة والشجاعة السياسية، لممارسة نقد ذاتي والاعتراف بالأخطار، في أفق التجاوز، وتربية الأجيال الحديثة بالعمل السياسي على الممارسة الديمقراطية بشكل عقلاتي، مشيرا إلى أن عملية التقييم ستشمل أيضا المشروع السياسي والمشاريع الحزبية المختلفة، والوقوف عند الإخفاقات بروح نقدية. وقال شيشاوي في حديث مع اليومية، إن الحزب مقبل على إعادة بناء شاملة، انطلاقا من تقييم أدائه السياسي، ومراجعة تحالفاته، وإعادة النظر فيها من منطلق المشاريع السياسية، وكيفية تدبيرها خلال المحطات الانتخابية، وهي العملية التي ستشمل قراءة متأنية للعلاقة مع مختلف مكونات الحقل السياسي، انطلاقا من القواسم المشتركة بخصوص المشروع المجتمعي، في إطار من الوضوح السياسي.