يطلق في شهر رمضان المقبل من مدينة إسطنبول التركية أول مشروع تقني إسلامي جديد سمي "سلام وورلد" أو "سلام أيها العالم"، يقول القائمون عليه إنه سيكون بديلا لشبكات التواصل الاجتماعي التقليدية، وسيقدم شكلا مختلفا للحياة الافتراضية بمحتوى آمن وغير ضار، يعزز قيم الحلال ويتجاوز الحواجز السياسية والثقافية للمسلمين وغير المسلمين في العالم تحت شعار "انفتح على العالم، واجعل العالم ينفتح عليك". ويؤكد نائب رئيس مجلس إدارة شبكة "سلام وورلد" من إسطنبول أحمد عظيموف، أن هدف الشبكة ليس فقط توفير مناخ سليم للتواصل بين المسلمين، بل أيضا "تطوير إمكانياتهم في مختلف المستويات وخلق تكاتف أمتن لخدمة الأمة". ويتابع قائلا إنهم سيتعاملون مع العالم الافتراضي والواقع في نفس الوقت، حيث ستخرج المجموعات الإلكترونية للواقع وبالعكس. كما أفاد بأن المشروع يهدف لكسر الحواجز الأيديولوجية والجغرافية واللغوية بين المسلمين كونه منبرا لترويج المشروعات الاجتماعية الإبداعية وآليات تفعيلها، وإثراء الثقافة العالمية بتراث وإنجازات الحضارة الإسلامية إلى جانب دعم وتنمية "السوق الحلال". ويرى القائمون على الشبكة أن فئة الشباب هي الأكثر استهدافا لأنهم يشكلون 70% من ما لا يقل عن 300 مليون مستخدم لشبكة التواصل الاجتماعي في العالم الإسلامي، وستتيح هذه الشبكة لهم التعرف على هويتهم واكتشاف ذاتهم. ويعتقد عظيموف أن الشبكة لن تواجه منافسة لأنها تتميز بكونها أول شبكة تستهدف المسلمين وتتبنى قيما مختلفة، ويقول "حسب دراساتنا، فإن المسلمين يبحثون عن بديل ويحتاجونه". لكنه صرح بأن هدفهم ليس الحصول على أرقام هائلة مثل فيسبوك لكنهم يتوقعون الوصول إلى 50 مليون مستخدم خلال الثلاث السنوات القادمة. وتزيد كلفة المشروع للثلاث سنوات المقبلة عن 50 مليون دولار، ويموله رجال أعمال مسلمون من دول مختلفة أهمها تركيا وروسيا ومصر وكزاخستان وماليزيا. ولا تتحكم في أصحاب الفكرة أي جهة سياسية، كما يؤكد عظيموف، مضيفا أن "المستخدمين أحرار في تبني أي وجهة نظر سياسية يريدونها". وقد اختار أصحاب المشروع تركيا، لأنها برأيهم الأنسب لدعم حكومتها مثل هذه المبادرات ولموقعها الإستراتيجي، كما أن إسطنبول هي أحد أهم الرموز والمراكز الحضارية الإسلامية. الربيع العربي وعن دور ثورات الربيع العربي، يشير عظيموف إلى محاولات سابقة لإطلاق المشروع، قائلا إن الثورات أكدت أهميته "لأنها برهنت على أن شبكات التواصل الاجتماعي قادرة على تغيير الواقع". وقال إن العالم الإسلامي أصبح الآن جاهزا أكثر من قبل للتعامل مع مثل هذه المشاريع، لأنه يعيش مرحلة جديدة تغيرت فيها التوجهات وزادت فيها الرغبة لكسر الصورة النمطية للعالم الإسلامي. ويشرف على "سلام وورلد" فريق عالمي بينهم محترفون من دول عربية كمصر والإمارات المتحدة، وهو في شكله لا يختلف كثيرا عن باقي شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث إنه عبارة عن موقع تواصل، يسجل كل مستخدم نفسه فيه، وتكون له صفحته الخاصة به ويدخل في مجموعات معينة يختارها، وهذه المجموعات تدير المحتوى فيما بين المستخدمين، وتكون لها إدارتها، والمستخدمون يحررون محتواها. ويخضع المستخدمون للرقابة على مستوى تقني يتم من خلاله فلترة المحتوى وعبر المجموعات التي ستكون لكل واحدة منها قواعدها وشروطها، ويكون بإمكان المستخدمين فلترة محتواها أيضا. أما التطبيقات الرئيسية فهي قريبة لباقي التطبيقات الموجودة، منها مرشد المدينة للمساجد، والمراكز الإسلامية ومطاعم الحلال، وتطبيقات تساعد على السفر لأداء فريضتي الحج والعمرة، وألعاب إلكترونية للأطفال والعائلات من منظور إسلامي، وتطبيقات أخرى بالخدمات التجارية. وسيطلق المشروع في المرحلة الأولى باللغات العربية والإنجليزية والتركية والروسية والفرنسية والفارسية والأوردو والماليزية والإندونيسية. وستكون هناك لغات أخرى في المرحلة الثانية من بينها الكردية والإسبانية والصينية.