في الوقت الذي تقوم فيه شبكات للتواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وماي سبيس بتحسين خدماتها لاجتذاب المستخدمين بدأت ساحة المعركة تنتقل إلى أراض أجنبية بشكل متزايد. يقود فيسبوك وماي سبيس التابع لنيوز كورب السوق العالمية ويغزوان الاسواق الخارجية ولكنهما يواجهان مجموعة من المواقع الأصغر التي تبعدهما عن السوق المحلية. وفي اليابان تهيمن «ميكسي» و»دي.إي.ان.إيه» وغيرهما من الشركات المحلية على السوق. وتكمن قوة هذه المواقع في الألعاب سواء الألعاب العادية لمستخدمين مثل ركاب القطارات أو الألعاب الصعبة للاعبين الجادين في منازلهم في الوقت الذي يبحث فيه عدد متزايد من الناس عن الترفيه في مواقع التواصل الاجتماعي. وتسمح شبكات التواصل الاجتماعي للمستخدمين التفاعل مع الأصدقاء عبر المدونات والألعاب وتبادل الصور. ويقول خبراء إن الأساس هو الحفاظ على حداثة المحتوى ومهارات الابتكار في المنتج للاحتفاظ بالمواطنين المولعين بالانترنت الذين يعمدون إلى التنقل من موقع جديد ومسل إلى آخر. على سبيل المثال فإن الكثير من الشركات اليابانية حولت عملها الأساسي إلى الهواتف المحمولة. وشهدت «جري» التي تعتمد على الإعلانات بدرجة أقل من منافسيها وتحصل على 70 في المائة من دخلها من خلال المحتوى غير المجاني قفزة في أرباحها بواقع سبعة أمثال في السنة المالية الحالية. تفتخر شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك بقدرتها على توصيل الناس بعضهم ببعض أو بإعادة صلات مفقودة بين الناس في أنحاء العالم ولكن محللين يعتقدون أن التوجه للسوق المحلية منطقي بدرجة أكبر بسبب الاختلافات بين الثقافات ودرجة استخدام التكنولوجيا من بلد لآخر. وقال نيكو سيتي المحلل في مؤسسة هيروشي ياماشينا إن من المرجح أن تظل الأطراف المحلية مهيمنة في هذا القطاع لأن أداءها سيكون أفضل في تقديم المحتوى والخدمات الملائمة لأذواق المستخدمين وهو ما يختلف من بلد لآخر. وأضاف «في نهاية الأمر من المستحيل عولمة خدمة للتواصل الاجتماعي.. كل شيء يتوقف على ما إذا كان للموقع أثر على نمط حياة المستخدمين أنفسهم ويقدم محتوى وخواص ستزيد من عدد الناس الذين لا يمكنهم الحياة دون هذه الخدمة.» ولكن ما من شك في أن التواصل الاجتماعي كمفهوم هو ظاهرة عالمية أصيلة. وأظهرت دراسة أجرتها كوم سكور وورلد متريكس أنه حتى مارس اذار كان هناك أكثر من 700 مليون شخص في أنحاء العالم يستخدم خدمات التواصل الاجتماعي. وكان هذا العدد يمثل أكثر من 60 في المائة من إجمالي الزوار الفعليين للانترنت خلال الشهر. وبذل موقع فيسبوك الموقع رقم واحد في العالم في التواصل الاجتماعي والذي لديه أكثر من 200 مليون مستخدم نشط مجهودا هائلا لتوسيع نشاطه خارج الولاياتالمتحدة. وفي عام 2008 كان مصدر أغلبية النمو في مستخدمي الموقع من الخارج. وقال مارك زوكربرج المسؤول التنفيذي لفيسبوك خلال القمة إنه قدم نظاما يسمح للناس في دول مختلفة بترجمة فيسبوك للغات المحلية. ... في حين أن الشركات العالمية العملاقة تحاول زيادة رقعة مستخدميها فإن شركات محلية حققت نجاحا مفاجئا ترغب أيضا في التوسع. والبلد الرئيسي المستهدف هو الصين التي تضم أكبر عدد في العالم من مستخدمي الانترنت والبالغ 300 مليون مستخدم. وتضم «ميكسي» أكبر شبكة يابانية للتواصل الاجتماعي من خلال العضوية 16 مليون مستخدم فقط. ونظرا للمنافسة الشديدة وعدم اتضاح المستقبل في الساحة اليابانية التي تتسم بالتشبع فإنها بدأت تبحث في الخارج. لذلك أطلقت موقعا صينيا في العام الماضي وقالت إنها ترغب في التوسع إلى أمريكا الشمالية وأوروبا. كما أن شركة دي.إي.ان.إيه تدير مواقع للتواصل الاجتماعي باللغة الصينية والانجليزية وقال تاناكا من «جري» إن شركته سوف تسعى لدخول أسواق خارجية للنمو في المستقبل. كما أن فيسبوك وماي سبيس ومواقع أخرى لم تقاوم إغراء السوق الصينية التي تحمل إمكانيات كبيرة في النمو. وهناك مرة أخرى مواقع محلية مثل 51 دوت كوم وتودو دوت كوم وشياوني دوت كوم تعمل جنبا إلى جنب ماي سبيس وفيسبوك.