قتل أكثر من 162 شخصا في تفجيرات واشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن أمس في كانو، إحدى مدن الشمال النيجيري القليلة التي نجت بعض الشيء من موجة العنف التي اجتاحت البلاد السنوات الأخيرة، وأنحت السلطات باللائمة فيها على حركة بوكو حرام. وتحدثت مصادر أمنية عن تفجيرات استهدفت مقرات أمنية وعن معارك بالأسلحة بين مسلحين والشرطة بالمدينة التي أُعلن فيها حظر التجول. وهز نحو عشرين انفجارا كبيرا المدينة، وكان أحدها ناتجا عن سيارة ملغومة يقودها انتحاري حاول الفرار قبل انفجار المفخخة، وأُردي قتيلا برصاص الشرطة، وفق مصادر أمنية. وتحدث أحد المصادر عن عدد كبير من المدنيين قتلوا على يد المسلحين. وأحصى مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية ثمانين جثة في مشرحة مستشفى كانو الرئيسي، كثير منها يحمل آثار عيارات نارية. وذكرت الصحيفة الرئيسية في كانو أن شخصا ادعى أنه يمثل بوكو حرام أعلن مسؤولية الحركة عن الهجمات، التي اعتبرها ردا على رفض السلطات إطلاق بعض معتقلي التنظيم. وقد استُثنيت كانو -إحدى أكبر مدن نيجيريا- من حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس غودلاك جوناثان نهاية العام بأربع ولايات ضربها العنف بقوة، في أعقاب هجمات دامية بأعياد الميلاد، اتهمت بارتكابها بوكو حرام. وأشّر تمكّنُ أحد المخططين الرئيسيين لهجمات عيد الميلاد من الفرار، على عجز المنظومة الأمنية في نيجيريا عن احتواء أحداث العنف بنجاعة. ومس كثير من الهجمات رموزا ومقرات مسيحية، مما جعل ممثلين عن أبناء هذه الديانة يحذرون من أنهم قد يضطرون للدفاع عن أنفسهم. لكن الهجمات مست أيضا طيفا واسعا من الأهداف، بينها مدارس إسلامية. وعادة ما تُتهم بوكو حرام بالضلوع في أغلب الهجمات الطائفية التي وقعت السنوات الأخيرة، لكن لمْ تتضح بدقة بعدُ مسؤولية التنظيم عن حوادث العنف الأخيرة. وبوكو حرام -التي يعنى اسمها "التعليم الغربي حرام"- تنظيم غامض يتركز في شمالي نيجيريا ظهر عام 2003، وبرز أكثر عام 2009 عندما دخل في اشتباكات دامية مع الأمن قتل فيها نحو ثمانمائة شخص بينهم زعيم الجماعة. وتنقسم نيجيريا إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي تتركز فيه معظم الثروة النفطية، لكن أبناء الديانتين يتداخلون بشكل كبير خاصة في وسط البلاد.