نفى رئيس الحكومة المغربية الجديد عبد الإله بنكيران، اليوم الخميس، علمه بالمواجهات الدموية التي شهدتها أمس مدينة تازة وسط البلاد بين شباب عاطلين عن العمل وقوات الأمن مما يؤكد أن وزارة الداخلية والملفات الأمنية ليست بيد الحكومة الائتلافية التي شكلها زعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي. وقال بنكيران، في كلمة ألقاها خلال أول اجتماع لمجلس الحكومة بعد تعيينها من طرف الملك محمد السادس في الثالث من يناير الجاري، إنه لا يتوفر على المعلومات الكافية حول ما وقع مساء أمس بمدينة تازة من مواجهات عنيفة بين شباب عاطلين عن العمل وقوات عمومية، مضيفا أنه من حق "كل إنسان معطل أن يطالب بحقوقه وهذا هو دور الحكومة، ولكن أن يصل إلى مخالفة القانون وحرق سيارة دولة فهذا غير مسموح به و من واجبه أن يحترم الملك العمومي". من جهة أخرى أكد بنكيران أن الحكومة الائتلافية التي يقودها حزبه تعد "ثمرة الحراك الذي يعرفه المغرب وتعتبره دول أخرى كنموذج"، معبرا عن اعتقاده أن المغرب "عاش ما يسمى بالربيع العربي بطريقته الخاصة من خلال ثورة حقيقية أطلقها الملك محمد السادس وسار على نهجها الشعب المغربي". وذكر بأن هذه الثورة انطلقت مع خطاب تاسع مارس "التاريخي والشجاع"، مرورا بالدستور الجديد الذي خول لمؤسسات الدولة سلطات جديدة وجب تنزيلها بطريقة صحيحة، ثم انتخابات 25 نونبر التي اعترف بها العالم بأسره وتفاعلت معها إيجابيا مختلف طبقات وشرائح الشعب المغربي. وبعد أن أبرز المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق هذه الحكومة ، شدد بنكيران على أن الأوراش التي كان الملك الفضل في إطلاقها "يجب أن تستمر وتنجح وأن تواكب بقوة في إطار تأويل ديمقراطي للدستور"، داعيا مكونات الحكومة إلى الالتزام بالبرنامج الحكومي وعقلنة تدبير الموارد المتاحة. وأَمام الانتظارات الكبيرة للمواطنين، يضيف بنكيران، ستعمل الحكومة وفق منهجية الحوار مع مختلف الأطراف بكل وضوح، مؤكدا على أهمية إحداث التوازن والتصالح بين المواطن ومؤسسات الدولة حتى تكون رهن إشارته وتمكين جميع المواطنين من حقوقهم.