ما بين انتهاء الحملة ما قبل الانتخابية، وانطلاق الحملة الرسمية للانتخابات التشريعية 2011 التي استمرت إلى غاية 24 نوفمبر الماضي، حتى ليلة الاقتراع، مدة شهر بالتمام والكمال. هل هي فترة كافية للأحزاب السياسية لتعريف الكتلة الناخبة عبر وسائل الإعلام ببرامجها الانتخابية، وبتصوراتها ومواقفها السياسية والفكرية؟ وهل كانت القرعة منصفة بفتراتها المحددة كافية لكل الأحزاب المغربية التي شاركت في السباق الانتخابي لتشريعيات 2011 لتلج بشكل منصف إلى مختلف وسائل الاتصال السمعية والبصرية العمومية والخاصة؟ ثم ما مدى التزام وسائل الإعلام العمومية والخاصة بالضوابط القانونية التي حددتها الهاكا في قرارها رقم 11-46 المتعلق بموضوع ضمان التعددية لجميع الأحزاب السياسية؟ القناة الأولى.. واكبت الاستحقاق الانتخابي أفردت القناة الأولى التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، برامج خاصة وندوات ومناظرات ولقاءات مباشرة، لنقل أجواء سير العملية الانتخابية ونقل النتائج والتعليق عليها، من خلال استضافتها لسياسيين وأساتذة جامعيين متخصصين في العلوم السياسية، لتقييم النتائج الانتخابات التشريعية ليوم 25 نوفمبر2011. هذا بالإضافة إلى مواعيد تدخلات الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات. وخلال المدة المخصصة للحملة الانتخابية الرسمية، كما في مرحلة ما قبل الحملة، أفردت الأولى برامج وطاولات مستديرة للنقاش السياسي لعرض برامج الأحزاب وتقديم مواقفها وتصوراتها حول العديد من القضايا التي تشغل بال المواطن المغربي، كملفات التشغيل ومحاربة الفساد وقضايا السكن والصحة وغيرها من المواضيع والملفات الاجتماعية والاقتصادية الملحة. برنامج «قضايا وآراء» لعبد الرحمن العدوي كما قدمت الأولى «قضايا وآراء»، وهو البرنامج الحواري من 90 دقيقة، ويلقي الضوء على قضايا الساعة. وكانت رهانات وانتظارات الاستحقاق الانتخابي ل25 نوفمبر حاضرة بقوة في حلقاته خلال ما قبل وبعد الحملة الانتخابية، «قضايا وآراء» برنامج من إعداد وتنشيط الزميل عبد الرحمن العدوي ومن إخراج محمد بداري. وهكذا، تعاقب على البرنامج عدد من السياسيين ذوي الاتجاهات المختلفة والنقابيين والفاعلين الجمعويين. برنامج «الشباب في الواجهة» طيلة الحملة الممهدة للاستحقاقات التشريعية ليوم 25 نوفمبر، بثت الأولى حلقات متواصلة من «الشباب في الواجهة»، وهو برنامج يحاور الشباب بشأن عدد من المواضيع الآنية التي كان موضوعها الرئيسي هو الانتخابات التشريعية. برنامج «للنساء كلمة» وقدمت القناة الأولى، كذلك، برنامج «للنساء كلمة» وهو منبر لنساء قررن خوض السياسة وصنع القرار، وتميزت حلقاته بنقاش سياسي متواصل وساخن، وفي مواضيع جريئة. برنامج «مواقف» مع إقبال المغرب على انتخابات 25 نوفمبر، قدمت قناة الأولى برنامجا جديدا يستقبل ضيوفا من النخبة السياسية. ورصد النقاش في عدة حلقات من «مواقف» مواقف وتصورات الأحزاب، وما اقترحته من برامج سياسية بخصوص عدة قضايا تشغل بال المواطن. فقرة «لقاء أو «في ضيافة حزب» بالإضافة إلى فقرة «لقاء» التي تحولت مع انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية إلى «في ضيافة حزب» في نشرة الأخبار الرئيسية للقناة الأولى، التي استضافت خلال هذا الموعد الإخباري مجموعة من ممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في انتخابات 25 نوفمبر. لشرح وتقديم محاور برامجها الانتخابية وتصوراتها بخصوص عديد من القضايا التي تستأثر باهتمام المواطن المغربي، ومنها قضية التشغيل والولوج إلى التطبيب، والرفع من مستوى التعليم وغيرها من الانتظارات الملحة. القناة الثانية كانت في قلب الاستحقاق التشريعي لمواكبة اقتراع 25 نوفمبر، خصصت القناة الثانية إحدى عشرة نشرة إخبارية باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية طيلة يوم الجمعة يوم الاقتراع للانتخابات التشريعية، بالإضافة إلى برنامج خاص ومباشر استضاف خلاله الزميل جامع كلحسن سياسيين ومختصين لتحليل النتائج والأجواء التي تمت فيها الانتخابات في اليوم الموالي ليوم الاقتراع، كما مكنت القناة الثانية مشاهديها من تتبع ومشاهدة جميع هذه النشرات الإخبارية، بالإضافة إلى البرنامج الخاص مباشرة على الموقع الإلكتروني للقناة. متابعتها مباشرة لسير العملية الانتخابية وهكذا كانت القناة الثانية في قلب الاقتراح التشريعي، من خلال متابعتها المباشرة لسير العملية الانتخابية ورهاناتها طيلة يومي الجمعة والسبت 25 و26 نوفمبر. منذ الساعة الثامنة صباحا، تعبأت هيئة التحرير لإطلاع المشاهدين والمواطنين مباشرة على مجريات الاقتراع، وذلك عبر نشرات إخبارية، نقاشات واتصالات مباشرة مع مراسلي القناة من مختلف جهات المملكة وكذا من مقرات الأحزاب السياسية. كما تلقت أوائل ردود الأفعال والنتائج والتعليقات من خلال عدة مواعيد إخبارية، بلغت إحدى عشرة نشرة إخبارية متواصلة. نشرات إخبارية مطولة ونشرة استثنائية وغداة الاقتراع، تقدمت القناة الثانية يوم السبت 26 نوفمبر 2011 نشرات إخبارية مطولة استضافت من خلالها رؤساء أحزاب، صحافيين ومحللين سياسيين لمناقشة وتحليل الانتخابات، بالإضافة إلى نشرة استثنائية ونشرة خاصة من تقديم الزميل جامع كلحسن. نشرة في جزأين، الجزء الأول قدم نتائج الانتخابات على الصعيد الوطني وعلى صعيد سبع جهات كبرى للمملكة، كما ناقش في نفس الجزء، جامع رفقة ضيوفه نسبة المشاركة والظروف العامة التي مر فيها الاقتراع. وفي الجزء الثاني من النشرة الذي بعد نشرة الأخبار بالفرنسية فقد خصص لمناقشة وتحليل نتائج الانتخابات بالإضافة إلى مراسلات خاصة. تغطية قناة «ميدي 1 تي في» للحدث الانتخابي شمل ستة مواعيد كبرى نحو مقاربة تلفزية مختلفة شملت تغطية القناة للحدث الانتخابي ستة مواعيد كبرى، هي: البرنامج السياسي الجديد «90 دقيقة للإقناع» الأسبوعي، و»روبورتاجات القرب» المرافقة للنشرات الإخبارية، من خلال تقارير ومواضيع تتطرق إلى الانتخابات من منظور عامة الناس، والبرلمانيين، والعالم القروي، والنسيج الجمعوي، ثم «الشاشة التفاعلية»، وهو برنامج قصير خلال النشرات الإخبارية، خصص كاملا لتقديم الجهات الفاعلة السياسية، ما بين الأحزاب التاريخية والأخرى التي ميزت أو التي تحاول أن تجد لها مكانا في الساحة السياسية. وقدمت القناة هذه المعلومات من خلال شاشة تفاعلية بأسلوب مبتكر وملخص. وبرنامج «مواطن اليوم»، الأسبوعي، الذي يعطي الكلمة للمواطن والمسؤول، بهدف خلق نقاش جاد وهادف حول القضايا المحلية على خلفية الأحداث السياسية التي ميزت المجتمع هذا العام، برنامج «ملف للنقاش»، الذي يأتي لتوسيع النقاش السياسي من خلال البعد الجيوستراتيجي للمملكة، في سياستها الخارجية، وضعها في سياق الربيع العربي، إضافة إلى العديد من القضايا الموضوعية الأخرى التي من شأنها أن توفر محفلا للتحليل والنقاش حول القضايا العالمية. وتوجت قناة «ميدي 1 تي في» مواكبتها للحملة الانتخابية بالسهرة الانتخابية الكبرى ليوم 25 نوفمبر، التي تم تقديمها مباشرة من بلاتوهات القناة في المكتب الجديد بالرباط وبلاتو آخر من عين المكان الذي أقيم به الاستقبال الرسمي لتحليل النتائج الأولية للاقتراع ونسب المشاركة، ولرصد تعليقات الأحزاب السياسية والمواطنين المغاربة بربط الاتصال مع مناطق مختلفة من المملكة وأيضا من مقر وزارة الداخلية. ترى هل وفقت قناة «ميدي 1 تي في» في تغطيتها لحدث الانتخابات التشريعية 2011، وبالتالي تكون قد حققت الرهان، رهان عرض على المشاهد المغربي مقاربة مختلفة في معالجة المعلومات السياسية، باعتمادها على فتح وتقاسم النقاش السياسي مع جمهور المواطنين حول انتخابات 25 نوفمبر الماضي؟ سعيد فردي