فيما رحب زعماء دول الخليج العربية بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله إلى ضم الصفوف في 'كيان واحد'، بعد تلميح إلى تهديدات إيرانية، امتنعت السلطات الأردنية أمس عن إصدار أي تعليق على تجاهل قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة لمسألة انضمام الأردن والمغرب للنادي الخليجي، بعد صدور بيان ختامي عن القمة يعكس رسالة واضحة سياسيا تفيد بأن النادي الخليجي مغلق على الأعضاء فقط. وقال البيان الختامي إن دول المجلس قررت إنشاء صندوق بخمسة مليارات دولار لدعم مشروعات التنمية في المغرب والأردن اللذين يطمحان للانضمام إلى المجلس. وأضاف البيان الختامي أن المجلس الأعلى وافق على إنشاء صندوق تنمية خليجي يبدأ بتقديم الدعم لمشروعات التنمية في الأردن والمغرب بقيمة 2.5 مليار دولار لكل منهما. ومن جانبه صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المغربية ل'القدس العربي'، بان انضمام الرباط لمجلس التعاون الخليجي كان بدعوة من المجلس، والمغرب رحب بالدعوة لكنه لم يبد رغبة بالعضوية، والاطار الوحيد الطبيعي هو اتحاد المغرب العربي'. وكانت الاجواء العامة في الشارع المغربي وما زالت متخوفة من هذه الدعوة، واعتبرت انها تأتي في اطار كبح الديمقراطية وتقليص الحريات، وعبر العديد من المغاربة عن استيائهم، خاصة ان اغلب بلدان الخليج العربية لا توجد بها برلمانات منتخبة ويتم تعيين حكوماتها بدون انتخاب. وجاء قرار قمة الخليج لكي يلهب مشاعر الأردنيين على 'فيسبوك' وصفحات التواصل الاجتماعي بعدما تم تخصيص مساعدات مالية ضمن خطة للتعاون والشراكة الاقتصادية لكل من الأردن والمغرب على أمل أن يصرف هذا الاتجاه النظر تماما عن حلم الانضمام للنادي الخليجي. وتحدث الكاتب الإسلامي حلمي الأسمر في صفحته على فيسبوك عن هذه الحقيقة التي تظهر بأن الأردن خرج من اللعبة، فيما وجه عشرات الناشطين رسائل لوزير الخارجية ناصر جودة تسأله فيها، بعد التجاهل الواضح، عن مبررات تصريحاته الأخيرة بأن صفحة الانضمام للخليج رسميا لم تغلق بعد. وأثار التجاهل الخليجي استياء وسخط النخب السياسية والرأي العام عموما، فيما امتعنت الحكومة عن التعليق رسميا على المجريات بعدما وصلت في وقت مبكر وقبل اجتماع القمة الخليجية الرسالة التي تقول بطي الصفحة، عبر تجنب دعوة الأردن والمغرب لحضور حتى اجتماع القمة بصفة ضيوف أو مراقبين. وكانت عمان مهتمة كما فهمت 'القدس العربي' بأن تدعى رسميا للاجتماع في خطوة تشجيعية، علما بأن الوزير جودة ابلغ البرلمان في جلسة مغلقة قبل عشرة أيام بأن مسألة الانضمام لدول الخليج لن تحسم سلبا بصورة نهائية بعد. وبذلك خابت آمال الساسة الأردنيين في ملف الانضمام، في الوقت الذي تصاعدت فيه اللهجة السياسية والبرلمانية التي تطالب الحكومة الأردنية عموما بالرد على هذا التجاهل. وهنا حصريا يبرز موقف النائب في البرلمان خليل عطية الذي طالب في تصريحات مباشرة ل'القدس العربي' بعدم الانتظار طويلا والانفتاح فورا على إيران، قائلا بان مصالح الأردن الحيوية والعليا تتطلب في هذه المرحلة الصعبة التفاهم والاقتراب من قوة إقليمية مهمة في المنطقة هي الجمهورية الإيرانية، مقترحا على وزير الخارجية المبادرة لزيارة طهران. وعبر عطية عن قناعته بان العلاقات الايجابية مع دول الخليج ينبغي أن تبقى مستمرة ومتواصلة على أسس أخوية، لكن من غير المعقول الاستمرار في القطيعة السياسية مع لاعب كبير في المنطقة بحجم ايران، وإذا كان الأخوة في الخليج قد اغلقوا منظومتهم على أنفسهم فهم أحرار، لكن من حقنا ايضا الحفاظ على مصالحنا والتواصل مع جميع الأطراف. وأوضح عطية 'لا يوجد مبرر بعد الآن للبقاء في المنطقة الحالية عندما يختص الأمر بالعلاقات مع إيران، فهي أيضا دولة شقيقة بالمفهوم الإسلامي ولا توجد حكمة في بقاء الجفاء والتباعد عنها'. القدس العربي