وافقت قمة مجلس التعاون الخليجي التشاورية، التي انعقدت في الرياض يوم الثلاثاء 10 مايو/أيار، على مشروع انضمام كل من الأردن والمغرب للمجلس. وقد رحبت الدول الخليجية بفكرة التفاوض مع مملكتي الأردن والمغرب للانضمام لمجلس التعاون الخليجي. ربما الخطوة الأردنية يمكن تفهمها باعتبار أن المملكة الأردنية الهاشمية لها ارتباط جغرافي بمنطقة الخليج لكن ما يبقى مفاجئا هو طلب بل مطالبة المملكة المغربية أن تكون دولة خليجية.
العاصمة المغربية الرباط يفصلها عن الرياض مسافة تفوق ال 5000 كلم وهذا لم يمنع السيد عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي بالقول إن اتصالا جرى مع المملكة المغربية لإغرائها بالانضمام لدول مجلس التعاون. للوهلة الأولى يبدو الفرق واضحا بين طلب تقدمت به الأردن ودعوة وُجهت للمملكة المغربية.
لماذا هذا الطلب الخليجي لدولة بعيدة جغرافيا في حين أن هناك دولا أخرى لا تحظى بنفس الاهتمام ؟ لماذا لا يتم الرد على الدعوة اليمنية التي تم تقديمها منذ عشرات السنين؟
كل هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها لاحقا لكن في البداية لنرى كيف استقبل المغرب سلطة وشعبا المقترح الخليجي؟.الخارجية المغربية رحبت بهذا الطلب ورأت فيه تكريسا للعلاقة الأخوية لكنها نوهت أن امتدادها الطبيعي هو مع دول الجوار في إطار إتحاد المغرب العربي.
بالنسبة للمواطن المغربي فكرة انضمام بلدهم إلى الدول الخليجية تبقى فكرة مفاجئة وغامضة الأهداف كما يقول رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم السيد توفيق بوعشرين: توفيق بوعشرين
مما قاله الصحافي المغربي هو وجود أبعاد جيوستراتيجية لهذا التحالف المغربي الخليجي، فمن جهة عرض الدول الخليجية يمكن قراءته من خلال الرغبة في التقرب من بلد أخذ مواقف يمكن وصفها بالراديكالية مع إيران ويكفي أن نذكر أن الرباط قطعت قبل سنتين علاقاتها الدبلوماسية بطهران.
من جهة أخرى المغرب يمكنه أن يستفيد اقتصاديا وتجاريا بتحالفه مع الدول النفطية. في كل الأحوال هذه الدعوة الخليجية للأردن والمغرب شكلت صدمة بالنسبة للمواطنين اليمنيين كما يقول الصحافي اليمني عادل عبد المغني: عادل عبد المغني
من القراءة الأولية يبدو واضحا أن التقارب بين دول الخليج والمغرب والأردن هو تحالف ملكيات عربية انزعجت بشكل أو بأخر من هذه الموجة الديمقراطية التي تمر في بعض الدول الشقيقة.
يبدو واضحا أن هذه الموجة الديمقراطية أصابت القرار السياسي الخليجي بالشلل الرعاش أو "الباركينسون" فهو من جهة يقدم لليمنيين مبادرة ليخرجوا من أزمتهم ومن جهة أخرى يتجاهلهم ولا يشير حتى من بعيد أنه مرحب بهم في مجلس التعاون الخليجي.