يُعيد الكلاسيكو بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين إشعال أجواء التشجيع في صفوف الجمهور الرياضي المغربي. وتجمع هذه الأجواء الإستثنائية بين الرياضي، والسياسي، والفنان، والصحافي، الذين يضربون مواعيد مع أصدقائهم لمشاهدة اللقاء، إما في المقاهي، أو المنازل، أو غيرها من الفضاءات. والمثير أن نسبة مشاهدة مباراة "الكلاسيكو" من طرف الجمهور المغربي تكون كبيرة جدا، خاصة في المناطق الشمالية للمملكة، حيث تكتسي المقاهي، والمحلات، بألوان وشعارات الفريقين، بينما يرتدي المشجعين أقمصة أكثر اللاعبين المفضلين لديهم. وكما هو معتاد يسجل، كل سنة، تباين في مواقف المراقبين والجمهور الرياضي بخصوص النادي الأجدر والأقرب إلى انتزاع ثلاثة نقاط، وتقديم عرض قوي. وفي هذا السياق، قال الطاهر الرعد، الإطار الوطني، إن "مستوى ريال مدريد أفضل من برشلونة"، مشيرا إلى أن "فارق النقاط بينهما يمنح للنادي الملكي نوعاً من الاطمئنان، ويجعله يخوض الكلاسيكو بنوع من الارتياحية أكثر من الفريق الكاتالوني، الذي ما زال يبحث على مستواه المعهود". ورجح الطاهر الرعد، في تصريح ل "إيلاف"، فوز الريال أو انتهاء المباراة بالتعادل، مبرزا أن "أسلوب برشلونة، الذي يعتمد على احتكار الكرة، لم يعد يتميز بالفعالية نفسها في اختراق الدفاع". وأرجع المدرب الوطني ذلك إلى المستوى الذي يظهر به كل من لاعبي الوسط أندريس إنييستا و تشافي هيرنانديز، مؤكدا أنه كلما كانا بالشكل المطلوب، كلما كانت البارصا في أحسن أحوالها. أما بالنسبة لريال مدريد، يشرح الطاهر الرعد، "فقد غير طريقة لعبه، إذ بعد أن كان يعتمد نجومه على الفرديات أضحوا الآن يلعبون بشكل جماعي يساعدهم على امتلاك الكرة في وسط الميدان، كما أنهم يبحثون عن تسجيل أهداف بطريقة أسرع"، مشيرا إلى أن "هذه الخاصيات تجعل النادي الملكي متفوق على فريق برشلونة هذه السنة". من جهته، قال هشام رمرام، رئيس تحرير بالإذاعة المتخصصة في الرياضة "راديو مارس"، "لا أعتقد أن هناك معطيات استثثنائية هذه السنة. فالكلاسيكو يظل دائما كلاسيكو". وأضاف هشام رمرام، في تصريح ل "إيلاف"، "ليس الحاضر هو الذي يتحكم في الكلاسيكو، ولكن الماضي هو الذي جعله يمتاز بهذه الأبعاد العالمية"، وزاد موضحا "نحن نعرف أن الكلاسيكو صراع سياسي بين منطقتين وتوجهين، وتسبقه الكثير من الأشياء في التاريخ التي أعطته هذه القيمة، التي تتحكم فيه". وأوضح الإعلامي الرياضي أن "هناك إشارات على أن النادي الملكي لديه حظوظ، بعد أن عاد إلى قوته، وعرف شيئا من الاستقرار، وأضحت له هوية كان قد افتقدها في السنوات الأخيرة"، مبرزا أن "الريال، مع جوزيه مورينيو، أصبح له هوية، وأضحى يخوض كل مواجهة بحظوظ كبيرة أكثر من ما كان عليه الأمر في السنوات الأخيرة". الصوت الفني للجنس الناعم له أيضا كلمته في الكلاسيكو، إذ أكدت الممثلة لطيفة أحرار، أن من "المعجبات البارصا"، مشيرة إلى أنها تشجع الفريق الكتالوني، الذي تعشق كثيراً قوته ولاعبيه. وذكرت لطيفة أحرار، في تصرح ل "إيلاف"، "أعشق لاعبي برشلونة، خاصة النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، الذي يعد لاعبا مميزا جدا"، مضيفة "في الكلاسيكو أو باقي مباريات الدوري الإسباني أشجع البارصا، أما إذا كان النادي الملكي يواجه خصما آخر فإنني أسانده كذلك". وتمتد المنافسة بين أنصار من العالم الواقعي إلى الافتراضي، حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مسرح لتبادل التعليقات الساخنة حول الكلاسيكو. وتأتي المباراة التي يستضيفها ملعب سانتياغو برنابيو معقل الفريق المدريدي ضمن الجولة 16 من الدوري الاسباني الذي يتصدره ريال مدريد بمجموع 37 نقطة وبفارق ثلاث نقاط أمام غريمه برشلونة حامل اللقب في المواسم الثلاثة الماضية. أيمن بن التهامي