وسط إجراءات أمنية مشددة، أحالت الفرقة الجنائية التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، أمس الأحد، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية، 4 طلبة من جامعة شعيب الدكالي، في حالة اعتقال، بعد انتهاء فترة الحراسة 48 ساعة، في حقهم، وتمديدها ب24 ساعة، على خلفية احتجاز رجل أمن، الخميس الماضي. وبعد المثول أمام النيابة العامة المختصة، أحالهم الوكيل العام على قاضي التحقيق الجنائي، ملتمسا متابعتهم في حالة اعتقال، حسب مصادر مطلعة، من أجل جنايات تكوين عصابة إجرامية، واحتجاز شخص دون إذن من السلطات العمومية، والقيام بأعمال تدخل ضمن اختصاص السلطات، والسب والقدف، والتظاهر دون ترخيص. وعرفت جنبات محكمة الاستئناف، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، طوقا أمنيا على امتداد عشرات الأمتار، وتم إغلاق الشارع المؤدي إليها بمتاريس حديدية. وقد تواصل الاستماع إلى الطلبة الأربعة الموقوفين، 6 ساعات. وأمر قاضي التحقيق بإيداعهم رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى بالجديدة، وعين لهم جلسة للاستماع إليهم تفصيليا بشأن التهم التي التمست النيابة العامة متابعتهم من أجلها. ويذكر أن السلطات الأمنية بالجديدة، اعتقلت الخميس الماضي، أربعة طلبة يتابعون دراساتهم العليا في جامعة شعيب الدكالي، بتهمة احتجاز رجل أمن. وكان طلبة جامعة شعيب الدكالي خرجوا، في حدود الساعة الخامسة من مساء الخميس الماضي، للتظاهر، بعد أن قوبل ملفهم المطلبي بالتماطل، سيما إثر التأخر الحاصل في تهيئة وتشغيل مطعم الحي الجامعي. وبينما كان الطلبة متجمهرين، يرددون الشعارات، إذا بشخص شرع، حسب إفادات الطلبة التي استقتها الجريدة، في التقاط صور لهم، دون أن يدلي لهم بصفته. الأمر الذي لم يتقبلوه، وبادروا من ثمة بمحاصرته، بعد أن شكوا في أمره، إلى حين حضور الشرطة، التي قامت باعتقال 4 منهم، واقتيادهم إلى مقر أمن الجديدة، حيث وضعتهم بتعليمات نيابية، تحت تدابير الحراسة النظرية. وفي ردة فعل على اعتقال زملائهم، انطلقت، ليلة الخميس الماضي، مسيرة طلابية من حوالي 200 طالب وطالبة، كانت تعتزم الاحتجاج أمام مقر أمن الجديدة، قبل أن يتجمهروا في الشارع العام، قبالة كلية العلوم، بعد أن قطعت عليهم الطريق تعزيزات أمنية من مختلف الوحدات الشرطية، بالزيين المدني والعسكري، ومن القوات المساعدة، هرعت على متن سيارات وعربات التدخل الأمني. وحسب مصادر إعلامية، فقد تعامل أفراد القوة العمومية، التي كان ضمنها رجال السلطة، وعلى رأسهم باشا الجديدة بالنيابة، مع الطلبة المحتجين، بأسلوب حضاري، بعيدا عن الاستفزازات ولغة "الهراوة". كما أن المتدخلين الأمنيين بمختلف تلويناتهم، لم يمنعوا مؤازرة الطلبة المحتجين، من قبل الحقوقيين، ولم يعرقلوا عمل رجال الصحافة، الذين قاموا بتغطية وقائع النازلة، وبالتقاط الصور والفيديوات واستجواب الطلبة الغاضبين.