قال إلياس العماري، الأمين العام المستقيل لحزب "الأصالة والمعاصرة"، إن استقالته من الأمانة العامة لحزبه هي استقالة سياسية وليست تنظيمية الهدف منها خلف نقاش داخلي وخارجي. وكشف العماري، الذي كان يتحدث أمام "المجلس الوطني"(برلمان الحزب)، المنعقد اليوم الأحد بالصخيرات، أنه اتصل ليلة خطاب عيد العرش بالأمناء العامين لبعض الأحزاب السياسية من أجل تقديم استقالة جماعية، مضيفا بأنهم "وافقوا أولا.. ثم بعد ذلك فاجئونا ببلاغات تقول إن الملك يتقاسم معنا نفس الرؤية ونفس الهموم". وأضاف العماري معلقا على رد فعل زملائه من الأمناء العامين للأحزاب السياسية: "وكأن الخطاب الملكي ينتقد النخب السياسية للموزمبيق وليس المغرب". وكان الملك محمد السادس قد وجه انتقادات لاذعة إلى الطبقة السياسية في المغرب في خطاب العرش يوم 30 يوليوز الماضي وقال إن الطبقة السياسية في واد والشعب في واد. وكانت أشغال المجلس الوطني للحزب الذي يمثل ثاني أكبر كتلة برلمانية في المغرب بعد "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة، قد انطلقت للبث في استقالة الأمين العام للحزب التي أعلن عنها في شهر غشت الماضي. وتسببت الاستقالة في خلق اصطفافات داخل الحزب الفتي ما بين مؤيد لذهاب العماري ومتشبث ببقائه على رأس الحزب حتى نهاية ولايته القانونية التي تستمر أربع سنوات حسب القانون الداخلي للحزب قابلة للتجديد مرة واحدة. ومنذ استقالة العماري تولى نائيه حبيب الكوش، قيادة الحزب بالنيابة في انتظار ما سيقرره "المجلس الوطني" في قرار زعيمه، وفي حالة قبول استقالة العماري من طرف برلمان الحزب يتوجب عليه تحديد تاريخ لمؤتمر استثنائي للحزب لانتخاب زعامة جديدة.