حصل الناشط الإسلامي المغربي حسن بكير على اللجوء السياسي في هولندا، لكن السلطات الاسبانية اعتقلته أثناء وجوده على أراضيها، ويخشى الآن من تسليمه إلى المغرب حيث ينتظره حكم بالإعدام. ينفي حسن بكير عن نفسه تهمة الإرهاب، ويقول إنه مصدوم من عدم وقوف هولندا إلى جانبه. وأضاف في حديث خاص بإذاعة هولندا العالمية من مكان احتجازه في أسبانيا: "يبدو أنني حتى في أوروبا لستُ بمأمن من أيدي الشرطة السرية المغربية." حتى وقت قريب كان حسن بكير يتحرك بأمان، بعد أن اعترفت هولندا به كلاجئ سياسي، وهو أمر نادر الحدوث مع المغاربة. لكن، وأثناء زيارة له إلى اسبانيا برفقة أسرته، اعتقلته السلطات الاسبانية في شهر يوليو الماضي، ولا يزال محتجزا هناك بانتظار أن يبث قاض أسباني بشأن طلب التسليم المقدم من طرف الحكومة المغربية. الحكم بالإعدام غيابياً كان بكير (44 عاما) يرأس منظمة "الشبيبة الإسلامية"، وهي تنظيم مغربي معارض تأسس عام 1972. حُكم على حسن بكير غيابيا بالإعدام عام 1985، وكان لا يزال في الثامنة عشرة من العمر، بسبب نشاطه السياسي. بعد سنوات طويلة قضاها في ليبيا، انتقل عام 2005 إلى هولندا، حيث استطاع الحصول بعد عامين على صفة اللاجئ السياسي. ويعيش منذ ذلك الحين في مدينة خاودا، ويحاضر في جامعة روتردام الإسلامية. لم يحظ حسن بكير، عقب اعتقاله في اسبانيا، بدعم معنوي من هولندا، البلد الذي يقيم فيه منذ ست سنوات. على العكس من ذلك، نشرت صحف هولندية اثر اعتقاله، مقالات تتساءل عن سبب منح اللجوء ل :"إرهابي مطلوب للعدالة". وأدى الأمر إلى نقاش في البرلمان، دعا إليه حزب الحرية اليميني المناهض للإسلام. من جانبه التزم حسن بكير، بنصيحة من محاميه، جانب الصمت ولم يعلق على السجال الهولندي حول قضيته. لكن الناشط المغربي قرر الآن الخروج من الصمت للرد على الاتهامات التي يتعرض لها. وقد سرد روايته هو للقضية، في حديث هاتفي من المكان الذي يخضع فيه للإقامة الإجبارية في اسبانيا. "إرهابي خطير" يقول حسن بكير إن الاتهامات التي وردت في الصحافة الهولندية بأنه "إرهابي خطير"، لا أساس لها: "الحكم الصادر ضدي عام 1985 هو حكم سياسي خالص ولا علاقة له بالإرهاب من بعيد أو قريب. كل من يعرف المغرب آنذاك يعرف أن المرء يمكن أن يُحكم بالإعدام لأي فعل سياسي بسيط. الشبيبة الإسلامية ليست حركة تدعو إلى إقامة دولة إسلامية باتباع العنف، مثلما تزعم الصحف الهولندية." الاستثناء من المصالحة منذ وصول الملك محمد السادس إلى الحكم تصالح النظام المغربي مع معظم الحركات المعارضة، التي كانت تنشط في المنافي. حسب السيد حسن بكير، فإن "الشبيبة الإسلامية" هو التنظيم المعارض الوحيد الذي لم تشمله المصالحة، بالرغم من محاولات التنظيم نفسه المتكررة في هذا الاتجاه: "نحن نريد العودة إلى وطننا، ولكن حتى الآن فإن جميع محاولات التقارب انتهت بالفشل. يعتقد بكير أن المخابرات المغربية هي التي تقف عائقاً أمام محاولات المصالحة: "إنهم يصوروننا كمنظمة إرهابية، لكي يبرروا وجودهم." يعتقد حسن بكير أن المخابرات المغربية هي التي تقف خلف اعتقاله في اسبانيا.، مثلما تقف خلف الاتهامات التي تنشرها الصحف الهولندية ضده. ويتهم بكير الصحافيين الهولنديين بأنهم يعتمدون في تقاريرهم على "مصادر من الجالية المغربية" دون تحديد هوية هذه المصادر وخلفياتها. ويؤكد بكير: "إذا كنتُ أشكل خطراً أمنيا بالفعل، فلماذا لم يسبق للمغرب أن طالب السلطات الهولندية بتسليمي. خيبة أمل من هولندا يشعر حسن بكير أيضا بخيبة الأمل تجاه الموقف الهولندي الرسمي، بالرغم من تقديره للمساعدة التي تلقاها من السفارة الهولندية في مدريد: "لقد أبلغوا السلطات الاسبانية رسمياً بأني أحمل صفة لاجئ سياسي في هولندا، كما قاموا بالاتصال بالمحامي الذي عينته لي المحكمة الإسبانية". لكن كان على السلطات الهولندبية، حسب رأيه، أن تمارس المزيد من الضغوط من أجله: "عندي لجوء سياسي في دولة أوروبية! أعتقد أنه لا يجرؤون على اتخاذ مواقف أفضل، خوفا من ردود فعل جزب الحرية اليميني. أمنستي من جانبه يؤكد إيريك غولدستاين، المتحدث باسم منظمة العفو الدولية (أمنستي)، في حديث هاتفي من واشنطن، بأن تسليم حسن بكير إلى السلطات المغربية يتعارض مع مبادئ القانون الدولي: "لا يُسمح لاسبانيا بتسليمه، بسبب وجود أدلة على أنه لن يحظى بمحاكمة عادلة (في المغرب) ومن المرجح أنه سيتعرض للتعذيب." ويرى السيد غولدستاين، أن على الحكومة الهولندية، أن تبذل المزيد من الجهود لكي يستعيد حريته: "الحكومة الهولندية لم تمنحه اللجوء السياسي دون سبب. إنها ملزمة بضمان حقوقه." حتى الآن لم يصدر عن وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال أي تصريح حول ما إذا كان على الحكومة الهولندية أن تبذل المزيد من أجل حماية السيد حسن بكير.