وجهت منظمة العفو الدولية انتقادات لاذعة للدول الأوربية لتجاهلها مشكلة عدة آلاف من الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا ولا يستطيعون العودان لأسباب سياسية أو بسبب النزاعات التي تدور. وصفت المنظمة موقف الدول الأوربية من هؤلاء الأفارقة بالمشين وطالبتها بمنح حق اللجوء للعالقين في ليبيا والمكدسين في ظروف غير إنسانية بالقرب من الحدود المصرية والتونسية مع ليبيا. وقالت منظمة العفو الدولية أن مسئولية الدول الأوربية المشاركة في عمليات الناتو في ليبيا تعتبر كبيرة على وجه التحديد لأن هؤلاء اللاجئين تشردوا بسبب الأعمال العسكرية التي تساهم فيها هذه الدول عليها ان تعمل على إعادة توطينهم. هنالك حوالى ألف شخص من أصول ارترية وإثيوبية وصومالية وسودانية عند معبر السلوم الحدودي بين ليبيا ومصر فيما يأوي معسكر شوشة على الحدود التونسية ثلاثة آلاف ثمانمائة شخص في منطقة صحراوية قاحلة. ومن جهة اخرى ذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان الثوار الليبيون تراجعوا اليوم الثلاثاء في المعركة التي يخوضونها للسيطرة على مدينة بني وليد، احد آخر معاقل معمر القذافي، بعد يوم من معارك ضارية مع قوات موالية للعقيد الليبي الفار. وانسحبت معظم سيارات مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي التي كانت تجوب الخطوط الامامية للجبهة على بعد حوالى ستة كليومترات من وسط المدينة (170 كلم جنوب شرق طرابلس) إلى منطقة تبعد حوالى 20 كلم عن بني وليد. ومنع المقاتلون الصحافيين من التقدم نحو بني وليد صباح الثلاثاء بعدما كانوا يتمركزون فيها خلال الايام الماضية. وقال احد المشرفين على الحاجز الأخير الذي يسمح للصحافيين بالتمركز عنده "اذا تقدمتم ستقتلون، ونحن لا نضمن سلامتكم". وعند الظهر عاد المقاتلون الى التوجه نحو الخطوط الامامية للمواجهة، الا انه لم يتضح ما اذا كانت هناك معارك دائرة في بني وليد وسط تكتم المقاتلين وغياب القادة الميدانيين على الانظار. ودارت معارك طاحنة الاثنين في مدينة بني وليد بعدما دخلتها اعداد كبيرة من الثوار صباحا، قبل ان تعود وتنسحب بعد الظهر فيما تحدث غالبية عناصرها عن مقاومة عنيفة يلقونها داخل المدينة. واعلن حلف شمال الاطلسي في بيان ان طائراته اغارت الاثنين على مقر للقيادة والسيطرة في بني وليد. وبات مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي يواجهون صعوبات متزايدة بينها غياب التنسيق والقيادة خلال محاولاتهم السيطرة على بني وليد. وبعد اكثر من اسبوع على انطلاق هجمات الثوار المبتهجين بسيطرتهم على العاصمة الليبية، باتجاه بني وليد اثر فشل مفاوضات لدخولها بشكل سلمي، لم يحرز هؤلاء سوى تقدم بسيط وأصبحوا يتكبدون خسائر بشرية بشكل يومي. ويواجه الثوار المدججون بالاسلحة الخفيفة والثقيلة مقاومة عنيفة من قبل مقاتلين موالين للقذافي في المدينة، تشمل القنص والقصف بالصواريخ والقنابل العنقودية. ويتحدث العديد من المقاتلين عن تململ في أوساط الثوار جراء "خيانات" يتعرضون لها من قبل زملاء لهم، ينتمي معظهم الى بني وليد نفسها.